كريمان حرك تسأل وزيرة الثقافة الفنانة د.إيناس عبد الدايم متى يتم تسجيل تراثنا من الموسيقى المتطورة؟
حفل نقل المومياوات الذى أحياه ما أطلق عليه الأوركسترا الفلهارمونى كان من أهم إيجابياته أن تعرف الجمهور على ثروة كبيرة نمتلكها ألا وهى كوكبة رائعة من عازفى الأوركسترا المصريين على المجموعات الألية المختلفة.
وإنه لمن دواعى الفخر أن معظم العازفين هم من أوركسترات الدولة الرسمية كالأوركسترا السيمفونى، وأوركسترا الأوبرا، وأوركسترا الإسكندرية الوترى، وأوركسترا مكتبة الاسكندرية، وبعض أعضاء هيئة تدريس الكونسرفتوار.
وقد إستطاع المايسترو نادر عباسى أن يجمعهم جميعاً فى بوتقة واحدة مع بعض الآلات الشعبية والتقليدية.
كما أن فوز المؤلفين الموسيقيين دكتور راجح داوود بجائزة الدولة التقديرية، ودكتور شريف محى الدين بجائزة التفوق، والأثنان مؤلفان موسيقيان كل هذا يؤكد الإنتباه اخيراً للموسيقى المصرية المتطورة وإدراك دورها الحضارى.
وبعد زيارة دكتورة إيناس عبد الديم للواحة الثقافية فى أكتوبر وتوصياتها بسرعة التحول الرقمى وضرورة رقمنة مقتنيات المكتبة الموسيقية للحفاظ على التراث الموسيقى، كل هذا يجعلنى اتوجة لسيادة الوزيرة الفنانة بسؤال:
متى يتم تسجيل جميع مؤلفاتنا المصرية الأوركسترالية والأوبرالية وموسيقى الحجرة (على هيئة ريستال مسموع) بداية من مؤلفات يوسف جريس وحسن رشيد وغيرهما؟.
هذا المشروع القومى الذى سبق أن ناديت به عدة مرات حيث لدينا نهضة فى هذا المجال بدأت عام 1936، وهذا يعنى إننا شعب له تاريخ فى هذا المجال حيث سبقنا كل من دول آسيا وأفريقيا فى هذا المضمار، وعلينا حفظ هذه الثروة من الإبداعات، والتى للأسف الشديد لم يسبق عزف معظمها حتى الآن.
ولذا علينا حفظها للأجيال القادمة وللعالم الذى يجب أن يطلع على حضارتنا فى مجال الموسيقى العالمية خاصة وقد أصبح لدينا عدة أجيال من المؤلفين الأكاديميين الدارسين.
وللحقيقة التاريخية يجب أن نذكر أن دكتور طارق على حسن كان ينوى إتمام هذا الأمر عندما كان رئيساً لدار الأوبرا عام 1990، وكان قد كلف دكتور زين نصار بجمع هذه المؤلفات من أصحابها ومن ورثة المؤلفين الراحلين، وكانت هذه بمثابة خطوة هامة ومجهوداً رائعاً أنجزه دكتور زين نصار بهمة كبيرة، حتى أن كثيراً من المؤلفين الأحياء فى وقتها أمدوه بمخطوطات مدوناتهم الأصلية، بحيث أصبح لدينا إرث كبير وعظيم تم ضمه لمكتبة مدونات الأوركسترا.
كما قدم لنا حفيد المؤلف الموسيقى حسن رشيد أوبرا مصرع أنطونيو وحققها المؤلف الموسيقى محمد عادل مصطفى، ولكن للأسف لم يتم الإلتفات إلي كل هذا.
والآن نجد أن المشروع قد توافرت له معظم العناصر :
الأول جمع المؤلفات، والثاني توفر العازفين والمغنيين، بل والقادة المصريين أيضاً.
وما تبقى هو توفير الميزانية والبحث عن الرعاة لإتمام المشروع والتعامل مع هذا الأمر بما يليق به كمشروع قومى وفنى هام.
وأعتقد أن دكتورة إيناس عبد الدايم لا تؤمن فقط بالإبداعات المصرية، بل إنها قد ساهمت فى نشرها حيث كان لها دورٌ كبيرٌ فى عزفها وتقديمها من قبل، كما أن كثيراً من المؤلفات تم تأليفها خصيصاً لها، و منها أعمال لكل من دكتور راجح داوود ودكتور جمال سلامة، كما عزفت أعمالاً لأبى بكر خيرت ودكتور جمال عبد الرحيم وعزيز الشوان.
ولهذا فهى على علم تام بالقيمة الحضارية لهذه المؤلفات، ولهذا أتمنى أن تدرج هذا المشروع ضمن خططها الكثيرة التى تعمل على تحقيقها فى كل ربوع مصر كوزيرة للثقافة وكفنانة لها دور بارز على الساحة الموسيقية منذ الثمانينيات وحتى الآن.