كريمان حرك تكتب: عندما تكون جوائز الدولة للمؤلف الموسيقى تصبح خطوة تستحق الثناء
الناقد الصحفى الذى يكون له هدف ويتابع نشاط نادر الإلتفات إليه فى الصحافة العربية اليومية على مدى أكثر من ثلاثين عاما، ثم أخيراً يتم الإعتراف بما كان يكتب عنهم ويتابع نشاطهم صحفيا ونقديا، ويتم تكريمهم ويفوزوا بجوائز الدولة . هنا يشعر بالسعادة والنجاح وأن كفاحه مع هؤلاء طوال السنين لم يضع سدى، هذا ما شعرت به شخصيا حين فاز كلاً من: "دكتور راجح داوود بجائزة الدولة التقديرية، والمايسترو شريف محى الدين بجائزة التفوق" .
حيث أن الأثنين من نجوم كتابى الأخير "الموسيقى العالمية والمحلية المتطورة فى مصر" وفوزهما يؤكد الإعتراف بالموسيقى المصرية التى تصاغ بأسلوب عالمى وباحترام التأليف الموسيقى المصرى، حيث الأثنان من خريجى قسم التأليف بالكونسرفتوار. وحركة التأليف الموسيقى المصرى المتطور أتابعها صحفيا ونقديا منذ ثلاثين عاما، والأثنان تم متابعة مسيرتهما من جانبى بشكل دائم .
وبالنسبة للدكتور راجح تابعت مسيرته كأستاذ فى الكونسرفتوار حيث ربى أجيال من المؤلفين، ثم تابعت مسيرته فى مؤلفاته لموسيقى الحجرة والأوركسترا قبل أن يبزغ نجمه فى الموسيقى التصويرية، والذى أحدث بموسيقى فيلم "الكيت كات" نقلة وعودة حميدة لتسجيل الموسيقى الحية بدلا من الإعتماد على الآلات الألكترونية، ثم تابعنا خطوته الهامة حيث أحتك بالجماهير مباشرة عن طريق تقديم موسيقاه على المسرح ضمن حفلات أوركسترالية بدأها مع أركسترا مكتبة الاسكندرية الوترى عام 2014، ثم توسع فيها وقدم موسيقاه الدرامية وغير الدرامية على المسرح الكبير بالأوبرا، وفى كل حفلة نجد هناك أعمالا جديدة تضاف لرصيده الفنى والذى أرى أن مقطوعة "بسكاليا للارغن والعود والأوركسترا"، فى فيلم "الكيت كات" تُعد من أهم إبداعاته لأنها قدمت لنا شكل جديد فى الموسيقى العالمية سبق أن تناولته بالشرح والتحليل .
راجح أستاذ أكاديمي ومؤلف موسيقى آلية وتصويرية وموسيقاه مثلت مصر فى أكثر من محفل عالمى، كما فاز بالكثير من المسابقات العالمية وجميع موسيقى أفلامه حصلت على جوائز فى مهرجانات السينما، كما أنه شغل الكثير من المناصب الهامة حيث كان رئيس قسم التأليف، ثم عميد الكونسرقتوار ورئيس لجنة الموسيقى والأوبرا والبالية بالمجلس الأعلى للثقافة، كما أنه ليس فنانا ومبدعا فى الموسيقى فقط وإنما نجده مثقفا وقارئا ومتذوقا متميزا لباقى الفنون وإنسانا عطوفا يصادق تلاميذه فى تواضع العلماء.
دكتور راجح داوود الحائز على جائزة الدولة التقديرية
أما شريف محى الدين الذى أطلقت عليه فى كتابى الشاب الطموح حيث أتيحت له الفرصة عقب تخرجه، وكان له رؤية أن الموسيقى المصرية المتطورة والتراث الإنسانى من الموسيقى العالمية يجب أن تكون فى متناول الجميع ويتعرف عليها كل الشعب، وهذا هو ذات مفهومى الذى أدافع عنه طوال حياتى المهنية وتوجته بسلسلة كتبى "الفن الجميل" الذى أهم هدف من إصدارها تأريخ وحفظ مجهود هؤلاء الفنانين للأجيال القادمة .
شريف محى الدين تعرفت على مؤلفاته عندما قدم إبداعاته فى حفل بمعهد جوتة عام 1987، ثم أسند له مهرجان القلعة الذى فى خمس دورات جعل له شخصية للأسف غيرها المسئولون بعد ذلك، ومن خلاله تعرفنا على أبناء الكونسرفتوار وعلى أشكال متنوعة من الموسيقى، عندما أيضا تولى مسئولية أوركسترا الأوبرا قام بتطويره وقدم من خلاله برنامج "الموسيقى للجميع" الذى كانت حفلاته تقام فى نهار الجمعة وتقدم فيها خدمة ثقافية من خلال شرح مبسط للأعمال وتوزيع كتيبات باللغة العربية تساعد المشاهد على تذوق الموسيقى .
أيضا عندما أسند له العمل فى قصور الثقافة أنشأ أوركسترا حجرة فى القاهرة ثم الإسكندرية، وكان يذهب به للمدارس والجامعات والإصلاحيات، أيضا أسس أوركسترا مكتبة الإسكندرية الذى يضم أمهر العازفين ومن خلاله قدم مشاريع موسيقية هامة تهدف إلى توثيق وإحياء تراث الموسيقى المصرية حيث تم تسجيل مجموعة إسطوانات للأدوار العشرة لسيد درويش برؤية أوركسترالية جديدة لمؤلفين معاصرين وبأصوات شابة جنبا إلى جنب مع الأدوار الأصلية بأداء سيد درويش ومعاصريه .
ولايفوتنا ان نذكر تأسيسه لاوركسترا اخناتون عام 1993 وتقديمه الأوبرا العالمية "دون بسكال" وتقديم المؤلفات المعاصرة والعازفين السوليست المصريين، أما إبداعه بالإضافة للمؤلفات الموسيقية والقيادة الأوركسترالية محاولاته لتقديم أوبرا مصرية منها "ثلاث اوبرات فى ساعة" و"ميرامار".
إنه كان شابا كلما أخذ فرصة استثمرها لصالح الجمهور والساحة الموسيقية المصرية، وكان يجتهد وفق مفاهيم مصرية خالصة .
المايسترو شريف محى الدين الحائز على جائزة التفوق
مبروك لكل منهما ومبروك لحركة التأليف الموسيقى المصرية وفى إنتظار المزيد من الإبداع لكليهما.