كريمان حرك تكتب: الإحتفال بمئوية دكتور ثروت عكاشة بالأوبرا قرار هام يحسب لوزيرة الثقافة

الكاتبة كريمان حرك والراحل الدكتور ثروت عكاشة

---

يُعد الإحتفال بمئوية دكتور ثروت عكاشة (1921-2012) التى سوف تقام بدار الأوبرا فى الثامنة مساء السبت القادم 20 فبراير الجاري، من أهم القرارات والأحداث التى تُحسب لوزيرة الثقافة دكتورة إيناس عبد الدايم، ليس فقط لأنه مجرد علامة وفاء بل لأنه شخصية ثرية وصاحبة فضل على نهضتها الحديثة بشكل عام، وعلى الفنون التى تقدمها الأوبرا بوجه خاص.

حيث من موقعه كوزير ثقافة سنوات 1958حتى 1962، ومن 1966حتى 1970 أسس لهذه النهضة من إنشاء أكاديمية الفنون ومعاهدها المتخصصة وإنشاء فرق الفنون الجادة من أوبرا وبالية وموسيقى عربية وإعادة تكوين أوركسترا القاهرة السيمفونى الذى كان أوركسترا الإذاعة المصرية، كما أنه شجع الإبداع فى مجال هذه الفنون وأعتقد أنه لو كان ظل فى موقع المسئولية الثقافية لفترة أطول كان لنا الآن شأنا آخر.

وعن دوره الإبداعى فقد أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والترجمات توجها بموسوعة تاريخ الفن المكونة من 25 جزء.
وإهتمام دكتورة إيناس عبد الدايم بالدكتور ثروت عكاشة ليس جديدا، ففى بدايه توليها منصب رئيسة الأوبرا عام 2012، أقامت حفل تأبين عقب وفاته شارك فيه السيمفونى ونجوم فرقة أوبرا القاهرة والكورال ويُعد برنامجه من كنوز هذه الفرق ونقطة مضيئه فى رصيدها الفنى.

وما تستحق عليه دكتورة إيناس الشكر أيضا بالنسبة للمئوية حُسن إختيار أسلوب الإحتفال وفقراته، حيث تقام على المسرح الكبير ويحييها أوركسترا القاهرة السيمفوانى والكورال بقيادة المايسترو "أحمد الصعيدى"، والذى يقدم برنامجا سوف يخصص لأعمال المؤلف الألماني ريشارد فاجنر (1813-1883)، الذى كان يعشق دكتور ثروت موسيقاه، والدليل على ذلك انه نشر عنه كتابين الأول ترجمته إلى اللغة العربية كتاب "مولع بفاجنر" للمؤلف الإنجليزى  "برناردشو"، والثانى من تأليفه بعنوان "مولع حذر بفاجنر".

ولهذا عندما أطلعت على برنامج الإحتفالية شعرت كأن دكتور ثروت عكاشة قام بإختيار الفقرات حيث كان عالما بإمكانيات فريقنا وبما تتطلبه أعمال "فاجنر" من قدرات كبرى نتمنى أن تكون لدينا فى المستقبل، ولكن هذا لا يجعلنا ننكر أن تخصيص البرنامج بالكامل لمؤلفات "فاجنر" لأول مرة جرأة وتميز وإضافة تتناسب مع قيمة وقامة دكتور عكاشة الذى فى مئويته يتم تقديم النادر والجديد مع محاولة جادة لإستثمار إمكانياتنا التى تعد متواضعة بجانب عظمة "فاجنر".

وبرنامج الحفل الفنى سوف يبدأ بإفتتاحية إحتفالية من تأليف قائد الحفل المايسترو "الصعيدى" كان كتبها بتكليف من البنك الأهلى فى الإحتفال بمئويته عام 1998، وجاءت مناسبة أيضا حيث أن دكتور ثروت عكاشة له صلة بهذا حيث كان تولى منصب مدير هذا البنك فى الفترة من 1962 حتى 1966، وجدير بالذكر إنه فى هذه السنوات  استثمر البنك فى عهده بشراء مقتنيات نادرة ذات قيمة فنية ومادية تمثل حاليا ثروة هائلة .

وتدور الأيام ويتولى بالمصادفة دكتور هشام عكاشة أبن شقيقه هذا المنصب، أما باقى البرنامج سوف يتم فيه تقديم سته أعمال "لفاجنر" هى "مقدمة أوبرا تريستان وأوزولدا" و"إفتتاحية الهولندى الطائر" و"مقدمة اساطين الغناء فى نورمبرج" و"مقدمة الفصل الثالث من أوبرا لوهنجرين" و"كورال الزفاف من نفس الأوبرا" ومن أوبرا "تانهاوزر" يتم أداء "مدخل كورال الضيوف" و"الإفتتاحية" .

وهذه المقطوعات الموسيقية معظمها من الرصيد الفنى للسيمفونى أما مقاطع الكورال الذى قامت بتدريبه "مايا جيفنيريا" يتم تقديمه لأول مرة.

الإحتفالية تفتتحها وزيرة الثقافة ثم يلقى شقيق الراحل أستاذ الطب النفسى دكتور أحمد عكاشة كلمة نيابة عن  أفراد العائلة التى تم توجيه الدعوة لهم من قبل دكتورة إيناس عبد الدايم التى تستحق كل التحية والتقدير على هذه الإحتفالية، والتى من الطريف أن كل من يشارك في تنفيذها الوزيرة ورئيس الأوبرا دكتور مجدى صابر، وقائد الأوركسترا والفنانين والفنيين جميعهم من أبناء أكاديمية الفنون إحدى أهم إنجازات دكتور ثروت عكاشة .