شيرين عبد الجواد تكتب: لماذا لم يعلن رسمياً حتى الآن عن الفائز بانتخابات أمريكا؟ وماذا بعد الإعلان؟
توقع الكثيرون شراسة معركة إنتخابات الرئاسة الأمريكية ٢٠٢٠ نظرًا لطبيعة شخصية المرشحين، حيث الرئيس الحالي ترامب بشخصيته الجريئة المغامرة والمثيرة للجدل، وشخصية المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي كان دائمًا في الظل منذ أن كان نائبًا للرئيس الأسبق باراك أوباما.
وحتي الآن لم يتم الإعلان الرسمي عن النتيجة، وكل ما يتردد هو بيانات إعلامية من الطرفين لا يعتد بها، حيث من المنتظر في ٨ ديسمبر أن تحسم الولايات نتائج الاختلاف حول النتائج، وفي حال لم يتم ذلك تتدخل المحكمة العليا.
وفي ١٤ ديسمبر يجتمع مندوبي الولايات وعددهم ٥٣٨ مندوبًا فقط في عواصم الولايات ويصوتوا للفائز بالرئاسة، وجرت العادة أن يكون تصويتهم متوافقًا مع التصويت الشعبي، ولكن قانونًا يمكنهم التصويت لمن يريدون وهذا ما يسمي بالانقلاب الناعم.
وفي ٦ يناير ٢٠٢١ يجتمع الكونجرس بتشكيله الجديد ويطلع علي تصويت المندوبين، ويعلن الفائز رسميًا ويتم تنصيب الرئيس الجديد في ٢٠ يناير٢٠٢١.
وفي هذه الأيام تتناثر الشائعات في كل اتجاه من الطرفين، حيث يصرح ترامب عبر تويتر بأن نظام تصويت يسمي (دومينيون) قام بمحو ٢,٧ مليون صوت لصالحه، وأعاد تحويل ملايين الأصوات إلي منافسه بايدن في بنسلفانيا وولايات أخري .
وكانت مفاجأة ترامب بإقالة وزير الدفاع علي خلفية إشاعات تورطه في مساندة ودعم بايدن والتواصل مع دول خارجية.
بالإضافة إلي الإعلان المفاجئ لشركة فايزر بجاهزية لقاح كورونا وذلك بعد يومين فقط من بدء ظهور تقدم بايدن في سباق المنافسة.
والجدير بالذكر أن السلطات المحلية والوطنية المكلفة بتأمين الإنتخابات، وبينها وكالة الأمن السيبراني، وأمن البنية التحتية، قد نفت يوم الخميس الماضي في بيان مشترك أي إختراق لنظام الإنتخابات بأي شكل من الأشكال، وأكدت أن انتخابات ٣ نوفمبر ٢٠٢٠، كانت الأكثر أمانًا في التاريخ الأمريكي.
وحتي هذه اللحظة يرفض الرئيس ترامب الإقرار بالهزيمة في تحدي صارخ لكل الأعراف والتقاليد في الديمقراطية الأمريكية.
أما بالنسبة لمصر فلا أحد ينكر مساندة ترامب لمصر في أوقات عصيبة ودعمه للرئيس السيسي في حربه ضد الإرهاب ومفاوضات سد النهضة وعدم ممانعته في تنويع مصر لمصادر سلاحها وعدم الاقتصار علي التسليح الأمريكي.
وقد أبدى الكثير قلقهم وتخوفهم من تولي بايدن الديمقراطي للرئاسة، ومازالت توابع تسريبات ايميلات هيلاري كلينتون تخيم على المنطقة العربية، ولكن يجب ألا نغفل أن مصر٢٠٢٠ غير مصر ٢٠١٣، فقد استعادت مصر مكانتها مع قيادات أوروبا والصين وروسيا وأغلب دول العالم، وأصبحت مصر بفضل الله مستقرة، وتسعي إلي مكانة أفضل علي مستوي العالم تتناسب مع تاريخها وإمكانياتها البشرية .
حفظ الله مصر دومًا بقيادتها الواعية الحكيمة.