الخبير يكتب: الإختيار جعل الكثير يتساءل لماذا كل هذا يحدث بسيناء؟ ولماذا هى هدف أعداء مصر؟
أسئلة كثيرة تطرح نفسه بقوة، لماذا يحدث في سيناء كل هذا؟ وما أهميتها؟ ولماذا تستحق سيناء منا كل هذه التضحيات؟، ولماذا كانت ومازالت مطمع علي مر التاريخ وفي كل العصور بلا إستثناء؟
كل تلك الأسئلة ظهرت بعد عرض مسلسل "الإختيار"، من ناس كتيرة، لهذا لابد الجميع أن يعرف إجابتها، لكي يستطع فهم طبيعة وأهمية الصراع في سيناء، لأن هنا حتي الآن ناس لا تعلم أهمية سيناء، وتتخيل إنها مجرد أرض مثلها مثل أي أرض فى مصر.
إجابة تلك الأسئلة تتلخص في 3 نقاط هما :
• الموقع .
• الثروات .
• بالإضافة للطبيعة الدينية لسيناء بالنسبة للديانات السماوية الثلاثة .
• الموقع :
إن سيناء بمفردها تمتلك حوالي 30% من سواحل مصر، وتعتبر حلقة الوصل بين قارة آسيا وقارة أفريقيا، وأهمية موقعها ظهرت علي مر التاريخ من خلال سعي جميع الغزاة للسيطرة علي سيناء منذ فترة ما قبل الميلاد وحتى اللحظة، وذلك نظرا لأهميتها سواء كموقع إستراتيجي للحروب وخصوصاً في الحروب العالمية، أو كموقع غني بالثروات الطبيعية.
• الثروات :
سيناء تعتبر مخزون عملاق ومتنوع لجميع الثروات الطبيعية وبكميات كبيرة، ومن ضمن هذه الثروات على سبيل المثال :
- الرصاص والزنك والفضة والذهب .
- النحاس .
- الكبريت، وهو الذي يستخدم في صناعات عديدة .
- الألبتيت، وهذا الذي يتم إستخدامه في صناعة السيراميك والخزف وبعض الأدوية .
- الفلوسبار، وهذا الذي يستخدم في صناعة البورسلين، ومعجون الأسنان، والمواد الخاصة بالطلاء .
- الرمال البيضاء، وهى التى يتم إستخدامها صناعة الكريستال .
- الرمال السوداء، وهي التى تستخدم في صناعة الورق، والطوب الحراري، والجلود والمنسوجات .
- رواسب الجبس، وهى التى يتم إستخدامها في أغراض البناء .
- الملح .
- المياة الجوفية .
- المنجنيز، وهو الذى يتم إستخدامه في صناعة البطاريات والألومنيوم .
- الدولوميت، وهو الذي يتم إستخدامه في أعمال رصف الطرق والخرسانة.
وغيرها كتير من الثروات الطبيعية الموجودة في سيناء بكثافة وبكميات كبيرة، ومعظمها يدخل في الصناعات المهمه، وهذا ما يجعل من سيناء منطقة إقتصادية خالصة .
• الطابع الديني لسيناء بالنسبة للديانات الثلاثة :
وهو أمر لا يحتاج إلي توضيح كثير، ويكفي فقط أن نعرف إن سيناء هي معبر الديانات السماوية وتم ذكرها في القرآن الكريم، وأختصها الله بعبور الأنبياء لأراضى سيناء نحو وادى النيل، فعبر منها إبراهيم عليه السلام، وعاش فيها موسي عليه السلام، وعبرها السيد المسيح وأمه مريم عليهما السلام .
لهذا يستحيل إنك تجد مكان في أي بقعة في العالم يتمتع بكل الأهمية والمكانة التى تتمتع بيها سيناء من كل هذه الجوانب، سواء الجانب الإقتصادي أو الإستراتيجي أو الديني، ولهذا السبب دائما سيناء مستهدفة ومطمع للجميع في مختلف العصور والأزمنه .
• الدولة تتعامل مع سيناء بالمكانة والأهمية التي تستحقها ؟
لهذا نجد أن الدولة المصرية بكافة مؤسساتها تتعامل مع سيناء بالمكانة والأهمية التى تستحقها، ويكفي سيل دماء المصريين الذي سفك عبر الأزمنة المختلفة من أجل الحفاظ على تراب سيناء، فليس هناك أغلي من التضحية بالدم فداءا لتراب سيناء الغالية، للحفاظ عليها علي مر التاريخ.
وتجدر الإشارة إن الدولة حالياً في عهد الرئيس السيسي تسير في خطة تنمية شاملة لسيناء، تكلفتها حتي اللحظة حوالي 600 مليار جنيه، وهى المُتمثلة في مشروعات تنموية عملاقة في كل المجالات، وإنشاء محور قناة السويس، وشبكات طرق، ومجتمعات عمرانية، والأهم ربط سيناء بباقي المحافظات عن طريق شبكة طرق وأنفاق عملاقة للعبور .
مع تحيات الخبير