الخبير يكتب: نيوتن وحلم سيطرة الصهاينة على سيناء؟!
منذ أكثر من قرن من الزمان والعصابات الصهيونية تحاول السيطرة على سيناء، وقديما حاولوا الضغط على بريطانيا لتمنحهم سيناء كوطن قومى قبل وعد بلفور، وكانت كل خطابات هرتزل أمام المؤتمر الصهيوني تركز على مباحثاته مع بريطانيا بشأن سيناء.
وبعد فترة تقدم هرتزل برغبتة فى الحصول على أرض سيناء بنظام حق الانتفاع لمدة ٤٩ عاما بعد تحويلها لإقليم مستقل على أن تدفع شركته نصف الإيرادات السنوية نتيجة استغلال ثروات سيناء، ويكون له الحق في تجديد الإمتياز لمدة 14 سنة أخرى بعد إنهاء فترة التعاقد، واقترح هرتزل لحل مشكلة المياه بسيناء أن يؤخذ الزائد من مياه النيل وقت الفيضان ويتم توصيله عبر سحارات تمر من أسفل قناة السويس لتصل إلى سيناء، ورفضت مصر المقترح ولكن لم يتوقف حلم السيطرة على سيناء مرورا بعام ٥٦ و ٦٧ و ٧٣ وحتى أيام حسنى مبارك، والذى قام بايهامهم بتنفيذ مخططهم من خلال تنفيذ مشروع سحارة مرور مياه النيل أسفل قناة السويس ومشروع ترعة السلام.
وبعد فترة اتجه لمشروع توشكى واوهمهم بافلاس مصر وعدم مقدرتها على إستكمال المشروع وانتشرت الشائعات بأن مبارك فقد ميزانية مصر بتوشكى ليتوقف العمل بمشروع تنمية سيناء بشكل مؤقت .
ومع بداية حكم الإخوان لمصر كان أول قرار لهم بشأن سيناء هو الموافقة على تملك الأجانب للأراضى فى سيناء فى قرار مشابه تماما لقرار السلطان عبد الحميد، والذى أعتبر وقتها بأنه البداية الحقيقية لوعد بلفور للصهاينة بأرض فلسطين، وبعد فشل كل المخططات كانت الخطة البديلة للصهاينة هى إحراق سيناء على من فيها، وانهاك الجيش المصرى بحرب عصابات واستنزاف.
وتصدت القوات المسلحة للمخطط بكل قوة وشجاعة، وتلقى الجيش والشرطة والشعب المصرى بسيناء الطعنة نيابة عن باقى محافظات مصر وعن باقى الشعب المصرى.
ومع اقتراب ظهور بشاير النصر طالعنا "نيوتن المصرى" منذ أيام برغبته استكمال حلم أسياده بالسيطرة على سيناء بخطة جديدة من خلال تحويل سيناء لإقليم مستقل عن مصر وطرحها للمزايدة، ومن لديه المقدره المادية فليكن هو حاكم سيناء المستقلة بصلاحيات رئيس الجمهورية، مع استقلالها التام عن الحكومة المركزية بل واستقلالها عن القوانين واللوائح الخاصة بالدولة المصرية، أى إن "نيوتن" يرغب فى تحويل الأمر إلى بيع وشراء لمن يملك المال، ونسى كل الدماء الذى سالت على أرض تقترب مساحتها من مساحة الأردن، ومن مساحة كوريا الجنوبية، ولتسعة أضعاف مساحة سنغافورة، ونحو 6 أضعاف مساحة هونج كونج .
مقترح «نيوتن» اللا مصرى مشابه تماما وبكل تفاصيله مع محاولة أردوغان الموافقة فى تركيا منذ سنوات لشركة اسرائيلية كانت ترغب فى الانتفاع لمدة ٤٩ سنة بمنطقة على الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا تزيد مساحتها عن ٢٥٠ ألف فدان، ورفض القضاء التركى وقتها موافقة اردوغان، وانطلقت المظاهرات ضده بكل أنحاء تركيا فتوقف المشروع.
يبدو إن مقترحات "نيوتن" هى كلمة السر لانطلاق مرحلة جديدة من الصراع فى مصر، وستلهب حماس الكثيرين من اخوانه بعد فشل مخطط إحراق سيناء، وفشل مشروع صفقة القرن، وتزايد حالات استسلام قيادات داعش بشمال سيناء للجيش المصرى، وسيبدأ كل الطامعين بالظهور، وسيزداد التحدث، والحفلات والغناء، وستزداد المقترحات عن سيناء.
ولكنى واثق إن الإهانة والتجاهل ستكون من نصيب نيوتن وأمثاله، فهم مجرد أبناء لمشروع SOS وتم تجهيزههم ضمن أكبر عملية مخابراتية بكل المستعمرات البريطانية السابقة فى إفريقيا وآسيا ومن ضمنها مصر، وهو ما سيتم الإشارة إليه بمقال منفصل باذن الله.
وأقولها للجميع بشكل واضح وصريح، أقسم بالله العلى العظيم إن العودة الحقيقة لسيناء بدأت بشكل فعلى منذ الخمس سنوات السابقة فقط، ولا تصدقوا أى كلام آخر من أى شخص مهما كان، فلم يكن لنا سيطرة وتمدد فعلي على سيناء، نظراً لبعض القيود باتفاقية السلام.
وليعلم الجميع أن الثمن لم يكن بسيطا سواء من قوات الجيش أو الشرطة أو المواطنين المدنيين، فى حربنا ضد الإرهاب بسيناء.
وليعلم نيوتن وأمثاله من أبناء SOS ان سيناء ليست للبيع، وليعلموا إننا نعلم عنهم وعن مخططات أسيادهم كل شئ، وعليهم أن يصمتوا للأبد، ويتوارو عن الأنظار خجلا، ويستغفروا ربهم عما فعلوه طوال السنوات السابقة، فليتواروا بدلا من فتح ملفاتهم وتتبع تاريخهم الأسود وفضحهم أمام الجميع، وعندها سيتمنوا الموت ألف مرة بدلا من أن يعيشوا ما تبقى لهم من أعمار فى ذل وانكسار تحت أقدام الشعب المصرى الجبار الذى انتفض وأزال عنه الغبار .
يا سيد نيوتن، فقدنا الكثير من الدماء من أجل سيناء ولا مانع من بذل مزيد من الدماء من أجل استعادتها بشكل كامل، وبعدها سترى بعينيك جموع الشعب المصرى وهى تشارك قواتها المسلحة فى أكبر واضخم عملية تنمية فى التاريخ وبايدى مصرية، ستشاهد يا نيوتن التنمية التى تستحقها سيناء والتى حرمت منها منذ قديم الأزل، لأن الأوان قد آن لفضح أمثالك وهدم آخر مخططات وأحلام الطامعين بسيناء.