شيرين عبد الجواد تكتب: عيد القيامة المجيد وأجواء فيروس كورونا
يعتبر عيد القيامة المجيد هو أكبر الأعياد المسيحية وأعظمها، ويسمي فى الغرب عيد الفصح المجيد، وهو عيد سيدي يمثل ذكري قيامة يسوع المسيح عليه السلام من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من موته الناتج عن صلبه كما هو مذكور في الكتاب المقدس (العهد الجديد)، ويتوافق عيد الفصح المسيحي مع عيد الفصح اليهودي.
وتبدأ التحضيرات لعيد الفصح ببدء الصوم الكبير والذي يستمر لمدة خمسة وخمسين يوما مقسمة علي ثمانية أسابيع تنتهي بالأسبوع المقدس أو أسبوع الآلام، وفيه تتجلي آلام المسيح عليه السلام، وفي يوم الجمعة العظيمة ذكري اليوم الذي تم صلب السيد المسيح عليه السلام، وفيه يعبر المسيحيون عن حزنهم ويعمدون للتوبة بالصيام والقيام بالأمور التي تكفر عن ذنوبهم.
وقد ارتبط عيد الفصح ارتباطًا وثيقًا بلحم الضأن، وتعود قصته إلي العهد القديم حيث أمر سيدنا موسي عليه السلام الشعب اليهودي بدهن بيوتهم باللون الأحمر كي ينجوا من عقاب الله، كما ينظر إليه البعض من العلماء بأنه رمزًا للسيد المسيح الذي ضحي بنفسه من أجل خلاص الإنسان .
وأيضا يتميز عيد القيامة المجيد بالكعك والمعمول، حيث يرمز الكعك إلي إكليل الشوك الذي وضع علي رأس السيد المسيح، أما المعمول المنقوش يرمز الي الخل الذي شربه السيد المسيح و هو معلق علي خشبة الصليب.
وللمرة الأولي منذ أكثر من مائة عام وبسبب فيروس كورونا المستجد، لن تستقبل كنيسة القيامة المسيحيين هذا العام للاحتفال بالعيد في الأراضي المقدسة .
حيث حضر هذا العام سته فقط من رجال الدين القداس الذي ترأسه المدبر الرسولي لبطريركية القدس وذلك مقابل نحو ١٥٠٠ شخص حضروا القداس داخل الكنيسة العام الماضي.
وقد بثت الكنيسة القداس لرعاياها حول العالم عبر شاشات التليفزيون ووسائل التواصل الإجتماعي، حتي يتم خلق جوًا إيجابيًا داخل المنازل في هذه الظروف العصيبة، ومن المفارقات الجميلة في هذا العيد حيث أن الكنائس مغلقة لدواعي صحية أن يأتي إلينا الله في منازلنا، هكذا أعرب الأخوة المسيحيين بأن هذا العام سيكون للعيد مذاق آخر.
والجدير بالذكر أن كنيسة القيامة هي التي تم دفن فيها المسيح عليه السلام بعد أن صلبه الرومان.
وعندما فتح الأمير ابراهيم باشا نجل محمد علي باشا بيت المقدس والشام في ١٨٣٢، دعا البابا بطرس السابع بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في مصر لزيارة القدس الشريف ومباشرة خدمة ظهور النور مثل ما يفعل بطاركة الروم في يوم سبت النور، حيث ينبثق النور المقدس من القبر المقدس.
وقام الأمير ابراهيم باشا بإعطاء صلاحيات كثيرة لبابا الكنيسة المصرية في إدارة كنيسة القيامة، وذلك تبركا به والاحتفاء بقداسته.
هكذا هي مصر علي مر العصور لا تستطيع أن تفرق بين مسلم و مسيحي الا في داخل دور العبادة.
كل عام وكل المسيحيين على وجه الأرض بخير وكل العالم بخير وندعو اله الكون أن يزيل عنا جميعا غمة كورونا، وأن تكون أيامنا القادمة أفضل وللخير دائما نحيا.