زيزي ضاهر تكتب: كيف أثرت التكنولوجيا علي الأنثي وحولتها إلي شبه رجل؟
في عصر التطور والتكنولوجيا، وازدياد نفوذ المرأه حيث تتحول من أنثى إلى شبه رجل، ألا يحق لنا أن نخاف على موروثها الجميل؟، ألا وهو الحب والتربية والرقابة في المنزل بعيداً عن صخب الحياة .
في عصر التطور والتكنولوجيا، وازدياد نفوذ المرأه في الغرب وحقها في التوريث والعمل أمام ضآلة ما وصلت إليه المرأة العربية من حقوق مشروعة، سوى قانون العمل حيث زادت أعبائها وتحملت مسؤلية أكثر من طاقتها دون مساواة مع الرجل في حقها الشرعي في الإنتماء وإعطاء أبنائها الجنسية .
ولكننا هنا أمام واقع مرير علينا تسليط الضوء عليه ألا وهو الوضع الراهن في بلادنا واهتزاز صورة الرجل في المنزل بسبب البحث الدائم عن العمل المناسب في ظل ازدياد البطالة في كثير من بلادنا، مما أضطر المرأة للخروج إلي العمل من أجل مساندة الرجل في سبيل البقاء والعيش الكريم للأسرة، مما جعل للمرأة سلطة قوية في بعض الأمور الخاصة بالمنزل وكذلك المجتمع خاصة، في ظل مجتمع بات فيه الرجل نصف رجل، وأحيانا قد يتلاشى بسبب تقلبات المجتمع الشرقي التي أدخلت عليه الكثير من المتغيرات بسبب تطلعاتنا إلى المجتمع الغربي وكثرة التحرر للمرأة، عدا ذلك عن الجمعيات التي تنادي المساواة بين الجنسين والمفهوم الخاطىء للحرية في بعض المجتمعات .
كل هذه المتغيرات التي دخلت حياتنا جعلت الرجل أمام مفترق خطير قد يؤدي إلى تبادل أدوار القيادة في المنزل وكذلك الحد من دوره في المجتمع وما ينتج عن هذا الأمر من خطورة التربية وسط انعدام القيم والتحولات الغريبة في بلادنا حتى إنه يكاد يقوده إلى العدم في زمن بات أشبه بزمن ارتداء الظلام ثوب الفضيلة وغياب الوعي وانعدام الدور القيادي للرجل، حيث بدأت المرأة تتعامل وزوجها بطرق عملية بحته بعيداً عن الحب والتفاهم، وأصبحت الحياة الزوجية شبه مصالح بين الأزواج، وهذه الأمور في غاية الخطورة حين تنعدم أسس الحياة بين الطرفين لتصبح مصالح وتقاسم بمصروف المنزل كل هذا يضع الزوج غصبا عنه تحت ضغط الولاء والتغاضي عن كثير من الأمور الحياتية في المنزل، مما يسبب خلل بين الطرفين يتفاقم لاحقا لتصبح الحياة بينهم مجرد واجهة ومصالح تفرض نفسها غصبا عليهم .
أنا هنا لا أقلل من أهمية دور المرأة في المجتمع والبيت وأنه يحق لها الإنتماء وأطفالها في الحماية ولكن خلق الله المرأة كي تكون أنثى بكل معنى الكلمة، «متسامحة، متفهمة، حنون، إمرأة تعشق زوجها، سيدة مجتمع ومنزل»، وكذلك أعطاها الله حرية التعبير في الرفض والقبول، ويمكن القول حينما خلق الله المرأة من ضلع الرجل هذا لكي يحترم الرجل الرحم الذي أنجبه فيما بعد وأعطاه قبلة الحياة .
باختصار لا يجوز للمرأة أن تتعدى دورها في الحياة كي تصبح رجل فهي نكهة الأرض وعبيرها الذي تنتشي من رائحتها الحقول، حين يعود الرجل من رحلة كفاح من أجل الرغيف والعيش الكريم لتتعطر بجسدها المتعب من أعباء المنزل برائحة التراب كي ترضي ذوق هذا العاشق العائد إليها بشوق بعد يوم شاق في العمل، ليس عليه أن يعود ليرى في المنزل رب أسرة آخر يشاركه قيادة السفينة التي هو ربانها، بل يجب أن يري أنثى بكل معنى الكلمة مثل حواء حين هبطت من السماء بحثت عن آدم كثيراً ليل نهار وحين جلست كي تستريح مرَّ آدم صدفة ورآها قال لها أين كنت بحثت عنك كثيرا فنظرت إليه باستغراب وبكل مكر الأنثى المحبب واجابته بخجل نزلت هنا وما زلت في نفس المكان بينما في الواقع بحثت عنه ليل نهار إلى أن أظناها التعب والشوق فجلست برهة تستريح، تلك هي الأنثى تملك كبرياء الأم وروح الأرض العذراء التي تتعطر بشذى الياسمين وثوب الحقول .
لماذا تريدين أن تخلعي عنك رداء الأنوثة وسحر النساء كي ترتدي ثورة السلطة وقوة قد تتلاشى منك أمام أول نزاع بينك وبين رحم الحياة، ثوري حين تغضبين ولكن داخل سور قلبه، تمردي حين تشتهين التغيير ولكن ضمن أحلام البقاء في ظل وجوده القابض على دفة الوصول، كوني أنثى وتزيني بغنج السواقي حين تهمس في أذن الأرض العطشى فتروي عرق الحقول، كوني حواء التي تعطرت بثوب آدم وأنجبت ملح الأرض في رحلة الحب والخلود، ودعي الرجل يقود سفينة الحياة وكوني له شريكة في الحب والرأي، كوني كما يشتهيك كل مساء أنشودة حب لا يموت عطرها مهما تغيرت الفصول وتلونت الحقول .