كلير الجمال تكتب: الرقابة الإدارية قاهرة الفساد ولكن؟
نجحت هيئة الرقابة الإدارية، في محابة الفساد بكل مؤسسات الدولة، لتدخل عش الدبابير وتقتحمة، لتحقق ضربات قوية لمسؤلين كبار وصغار، ولكن يبقى السؤال هل الرقابة الإدارية بمفردها قادرة علي اقتلاع شوكة الفساد بمفردها؟، أم هي بحاجة إلي محاربة شعبية بجانبها لاقتلاع جزور الفساد بكافة مؤسسات وقطاعات الدولة؟.
فنحن نعانى من فساد وقلة بل وعدم ضمير في بعض العاملين بمؤسسات الدولة سواء حكومية أو قطاع خاص، ومازال التطهير مستمر، ولكن هل سننجح أم الفساد أقوي بـ "النفوذ، والسلطة، والمال؟".
وكما حدث في أمريكا بعهد أوباما، فإن الحزب الديموقراطي المنتمى إليه والداعم له، كان له أعضائه من كبار رجال المال، ويمكن القول إنه كلما كان الإنسان لديه أموالاً كتيرة أستطاع الحصول علي السلطة ودمجها مع المصالح الرأسمالية، ولهذا فقد أثبتت التجارب والزمن، ان وضع المال والسلطة، في أيدي قلة من المجتمع، يتيح لهم الفرصة للسيطرة والتحكم بالمجتمع.
ويمكن القول إن المال يمثل لغة التحكم والسيطرة، وإن ترك له الساحة، فسوف ينعكس تاثيرة علي النظام السياسي أو المشهد السياسي، وأمثلة ذلك بعض السياسيون الذين استغلوا مناصبهم للوصول إلي المال ليصبحوا متحكمين في الإقتصاد.
ويترتب علي عدم وجود المساواة وفقدان العدالة الإجتماعية حتي لو بشكل نسبي، وايضاً من جراء تزاوج السلطة والمال يكون هناك تأثير علي مسار عملية التقدم، أو المنظومة المتطورة المتكاملة للدولة، نتيجة الفساد الناتج عن المثلث المتساوي الأضلاع، والذي له تأثير في صنع القرار مما يخلف من وراءة التوزيع غير العادل للخدمات، ليصبح المجتمع غارق في بئر من الفساد.
ويمكن القول إن الماضي يتحدث عن نفسه، ولهذا إن اردنا حاضر جديد، علينا عدم تكرار سلبيات الماضي، لكى نتخطي هذه المرحلة الصعبة من الحاضر، ويصبح مجتمعنا يتمتع بمزايا عادلة لجميع الفئات، ولهذا فإن منظومة الفساد وزواج السلطة بالمال، هناك جهاز عظيم يحاربها يسمى "هيئة الرقابة الإدارية" يحتاج بجوارة إلي أن يكون غالبية الشعب المصري محاربين بجوارة لاقتلاع جزور الفساد، حتي لا يستمر المواطن البسيط هو من يتحمل كلفة هذا الفساد.