هوامش من حرب أكتوبر 73 المجيدة ويوم الكرامة


حرب أكتوبر المجيدة هي التي جسدت رد فعل المصرى حين يثور ويغضب علي العدو والمحتل.
فهى لم تكن حرباً بقدر ما كانت ثورة حقيقية من شباب مصر على ظلم العالم وإنحيازه للصهاينه المحتلين لأرض سيناء.
حيث جاء شباب الجامعات المصريين وإنصهروا مع شباب الفلاحين واستوعبوا أعقد تكنولوجيا الأسلحة والمعدات الحربية، وخرجوا مثل الطوفان يدافعون عن كرامة الأمه المصريه التى تجرأ صهاينة الأرض وفئرانها عليها بإحتلال سيناء.
فكانت حرب أكتوبر ثورة المحارب المصري الذي حطم كل دفاعاتهم فى ساعات وأسروهم وهزموهم وأذلوهم أمام العالم كلوا هم ومن عاونهم على إحتلال بعض أرض المحروسة.
لم تفهم أمريكا ولا الصهاينه ماذا تعنى المحروسة؟، فنالوا على أرضها وبال الهزيمة التي يتجرعون مرارتها حتي اليوم.
ولولا نصر السادس من أكتوبر 73، لكان العالم غير مانراه اليوم، فحرب أكتوبر حجمت الصهيونيه وأفكارها العدوانيه، بعد أن أفاقت على وهي تري جنودها أسرى يتذللون للإفراج عنهم.
وفى كل عام تحل علينا ذكرى عطره من أجمل الذكريات، وهي نصر أكتوبر المجيد وقبل أن نتبادل التهاني بالذكري الجميلة، دعونا نستخلص الدروس والعبر من هذا العمل الجليل.
لقد أنتصرنا في أكتوبر العظيم عندما توافرت لنا كل عناصر النصر والتفوق من "بطولة وجسارة" للمقاتل المصري والتي لم يشهدها العالم، و"اخلاص وإنتماء" ربما لم ولن يتكرر، "إيثار وتضحية للوطن عظيمة الأثر".
وقبل كل هذا إيمان بالله و يقين بالنصر، وحرب أكتوبر مليئة بالقصص والبطولات العظيمة وكيف كان جنودنا يؤثرون علي أنفسهم من أجل الوطن.
«مثال البطل عبد الجواد سويلم» و الذي بتر ساقيه و ذراعه اليمني و فقد إحدي عينيه في حرب الإستنزاف، ورفض ترك الخدمة العسكرية ووصل الأمر للرئيس عبدالناصر فرفض إنهاء خدمته، وإستمر في الجيش حتي نصر أكتوبر، فهو صورة عظيمة من الإنتماء ﻻ مثيل لها.
وقصص كثيرة مشابهة تجعلنا نحني رؤسنا احتفاءاً بابطالنا، وكيف أن خلال حرب أكتوبر لم تسجل حالة سرقة واحدة لإحساس كل المجتمع بالمسئولية، وسرني خلال هذه الأيام خبر التعداد السكاني، وإن نسبة الشباب في مصر 69%، وهو خبر رائع يعني أن المستقبل لنا بإذن الله، فمستقبل الأمم يبدأ من شبابها.
ولكن أهمس في أذن بعض شبابنا، «مخطئ من يظن أن مستقبل الأمم يبنيه البنطلون الساقط أو الملابس الممزقة، وضفائر الشعر المسروقة من صفات النساء»، أعلموا جيداً إنكم هدف أعداء الدنيا وأعداء مصر، فهي مؤامرة عليكم وعلي وطنكم.
نعم مؤامرة وبكل تأكيد فكونوا علي قدر المسئولية وﻻ تكونوا طعماً لأعدائنا، وإجعلوا نصر أكتوبر أمام أعينكم، لتعلموا كيف كان النصر؟، وكيف إن الله حبانا بنصره؟.
أكتوبر أكبر مثل فعلي لقوة الإرادة والرغبة في التغيير، وكل عام و كل المصريين في أنحاء المعمورة مرفوعين الرأس فخورين بوطنهم.