الخبير يكتب: ما هي الإجراءات التي يجب القيام بها في حالة العثور على جسم غريب؟
هناك بعض الإجراءات الأساسية الواجب القيام بها في حالة عثورك على جسم غريب.
وسوف نتناول في مقال اليوم خلاصة هذه الإجراءات التى ينبغى القيام بها عندما يتم الإبلاغ عن وجود جسم غريب أو عبوة مُتفجرة، لأن ما يهم رجال الأمن في الأساس هو الاكتشاف وما يتم من إجراءات صحيحة بعد الاكتشاف، والتى يجب أن تتم بطريقة صحيحة وتحت أى ظروف، والحصول على الأدلة والتعامل مع الأجسام الغريبة بطريقة صحيحة أو الموت أو الإصابة إذا حدث إساءة أو خطأ فى التعامل لا قدر الله.
وتعتمد تلك الإجراءات الواجب القيام بها على ثلاث عناصر هامة وهى :
1- أمان القوات والأفراد والناس فى غاية الأهمية وتحتل المقام الأول عند التعامل.
2- الحفاظ على سلامة الأدلة وعدم ضياعها، والمحافظة على مكونات الجسم الغريب ومحتوياته.
3- الحفاظ على السرية والاخفاء للمعلومات بخصوص العثور على الجسم الغريب ومكانه ومُكونه.
وبالتأكيد فى معظم الأحوال تتعارض تلك العناصر مجتمعة مع بعضها، وينحصر كل التركيز فى ما هو الإجراء المناسب الذى يجب القيام به فى موقع البلاغ دون مراعاة تطبيق باقى العناصر السابق ذكرها، وينحصر مفهوم الأمان فى الأضرار التى قد تنتج من الجسم الغريب، دون تحديد أو مراعاة الأمان للغير فقد يسبب الاكتشاف للجسم الغريب خطراً على مكتشفه، أو على المتواجدين معه، أو علي من بمقربة منه، أو قد لا يسبب أى خطر والأمر هنا يحتاج إلى قرار حول الإجراء المناسب الذى يجب القيام به، والذى يسميه البعض من المختصين بالتأكيد ومن ثم تطبيق ما تم تدريبه عليه من قبل المختص مع مراعاة الآتى :
1- لا تلمس الشىء الذى تم العثور عليه إطلاقاً ولا تحركه ولا تسكنه إذا كان متحركاً.
2- إخلاء جميع الأفراد المتواجدين وغير الضروريين، بحيث يكون الجميع بعيداً عن مكان الجسم الغريب تماماً وبمسافة أمان مناسبة.
3- التعامل مع البلاغ بأنه صحيح حتى وأن كان غير مؤكد بأنه يشكل خطراً، ويستحسن الإتصال الفورى بالجهات المعنية، وبالتاكيد هى الحماية المدنية أو سرايا المفرقعات بالقوات المسلحة والتى تقوم بدورها من تقييم حقيقى للبلاغ والوضع بقصد التيقن والتأكد بأن الدلائل التى تم العثور عليها تشكل خطراً وإنها حقيقية، وهو ما يسمي بتأكيد الاكتشاف، وفى كثير من الأحيان قد لا يكون من الواضح مباشرة ما إذا كان الجسم الغريب حقيقى يشكل خطراً أم جسم غريب عادى لا يشكل خطراً، ولكن غير مألوف بمكانه، الأمر الذى يتطلب تاكيداً وتعرف على طبيعة هذا الجسم وشكله ومكانه وموقعه، وما إذا كان يشكل تهديد أو خطر ما، وحجم الخطر أيضاً.
إقرأ أيضاً
وهنا يجب أن يتم حظر المكان الخطر «بكردون امنى بمنطقة الخطر أو مكان الجسم الغريب ومحيطه لمسافات امان مناسبة»، وتحديد ممر عرضه متر واحد ولمسافة 20 متر تقريباً من مكان الجسم الغريب، والإخلاء لمسافات أمان تقريبية يُفضل أن تكون 100 متر للجسم بحجم حقيبة الأوراق أو شنطة السفر، ومسافة 200 متر الجسم بسيارة، ومسافة 400 متر بسيارة كبيرة، ويفضل الكردون لمسافة 500 متر عموماً.
وبمجرد تحقيق تلك المسافات يتم إقامة نقطة مراقبة بعلامات إرشادية وبدأ العمل من خارج منطقة الموت أو المنطقة الخطر أو ما تسمى المنطقة الحمراء، والتحكم فى العمل من خارج تلك المنطقة تماماً، وهنا يبدأ العمل بإختيار أحد القرارين أما التربص والمراقبة من بعد أو التعامل بمعرفة المختصين من رجال المفرقعات بالحماية المدنية بمعداتهم وأجهزتهم مع الجسم الغريب وتأمينه وتشتيته أو رفعه وتفجيره أو إزالته وتطهير المكان.
ولابد من مراعاه ما سبق وذكرناه الحفاظ على الأدلة والمخلفات بالتأمين الجيد، والتحفظ على موقع الجسم الغريب الذى تم التعامل معه للفحص بمعرفة المعمل الجنائى، ونؤكد معاً على الحفاظ على الأدلة وعدم اللمس أو تلويث الأدلة وأهمية إمعان النظر فى إستخدام القفازات والتى قد تطرح ويتم التخلص منها بالمكان بعد إلتقاط الآثار والأدلة، حيث يجب تغيير تلك القفازات ووضعها فى كيس خاص ووضع بطاقة بيانات عليها عند نهاية كل مرحلة من الفحص، ومراعاة فصل الأجزاء والمخلفات عن بعضها عند رفعها، وعدم ملامستها لبعضها البعض، وتحريز كلاً منها مُنفصلة داخل كيس منفصل، ويجب مراعاة بعض الأشياء الهامة عند التعامل فنياً مع مخلفات الإنفجار أو مكونات الأجسام الغريبة ومنها :
1- الأسلحة يجب التعامل معها وكأنها مُعمرة ويتم إلتقاط السلاح من واقى الزناد تحاشى للمس الأسطح الملساء، ولا يتم وضع أى شى داخل ماسورة السلاح كالتقاط السلاح بقلم أو خُطاف أو غيره.
2- الذخائر يجب إلتقاط الذخائر الفردية بإستخدام أصبع السبابه والابهام فقط، ومن قاعدة الطلقة والطرف النهائى، أو المقدمة يحظر لمسها تماماً، وكذا جوانب وحواف الطلقة، أما بالنسبة للفوارغ والاغلفة للخراطيش، فيمكن امساكها بطريقة مؤمنة بقطعة قماش نظيفة حولها.
3- الكتب والأوراق والوثائق يجب الإمساك بها من الحواف تحاشى للأتلاف أو طمس البصمات.
4- السكاكين والزجاجات وشظايا القنابل يجب الإمساك بها من الأطراف أو الحواف وعدم لمس الأسطح الملساء منها.
5- أثار طبعات السيارات والأقدام يجب الحفاظ عليها ورفعها بالطرق الصحيحة المعملية.
6- سرعة ضبط الأشخاص المشتبهه فيهم ومن ثم يتم تصوير الموقع وتوثيق الآثار ورفعها، والتحفظ عليها لفحصها معملياً.
ومن هذا السياق والبحث يتضح لنا خطورة إتخاذ أى إجراء خاطىء يتم دون ما سبق لكى نضمن سلامة تأمين بلاغات العثور على جسم غريب الأمر الذى يدعونا معاً لإعادة التذكرة بأنه التعامل مع الأجسام الغريبة والعبوات المُتفجرة سواء كان بمرحلة "الاكتشاف أو التأكيد أو التأمين حتى بداية مرحلة التعامل لا يتم يدويا".
ولا يجب أن يقترب الخبير من العبوة، وإن التعامل الآلى هو الأمثل والأكثر أماناً، ويفضل دائماً الإختيار له كإختيار أساسي فى التعامل مع الأجسام المشبوهة والعبوات المشتبه فيها (عربات آلية بها روبرتات)، وإذا كان الإختيار الآخر بالتعامل يكون نصف آلى، بمعنى ألا يقترب الخبير أثناء التعامل من العبوة المًشتبه فيها لمسافة أمان لا تقل عن 3 متر «طول ذراع التلسكوبى»، وفى كل الحالات لا يقترب، حتى وإن كان فرد التعامل مرتدياً البدلة عن مسافة 3 متر من العبوة.
ويتم التأكيد دائمآ على ضرورة الإلتزام بإستخدام الذراع التلسكوبى الخاص بالبدلة عند التعامل أو توصيل مدفع المياه أو تصوير العبوة، والتأكيد على التعامل معة، ولا تعطى ظهرك للعبوة، وإذا كانت العبوة ماسورية يتم إستخدام مدفع المياه بزاوية 20 درجة لفتح الطابه والتوجيه على القلاووظ وليس الطابة، واذا كانت الطابة داخلية يتم توجيهه مدفع المياه بزاوية 45 للفتح، وإذا كانت العبوة موجهة يتم التعامل معها من خلف العبوة.
ولابد من التأكيد بأن التعامل باليد مع الأجسام الغريبة أو العبوات، هو الملاذ الأخير والمحظور اللجوء إليه إلا فى حالة العبوة على الرهينة أو داخل منشأة نووية أو خطرة، وبمعرفة أفراد مؤهليين بفرق تعامل مع المفرقعات، وما دون ذلك كله لا ينم إلا عن أخطاء أو قصور فى الإجراءات، وما يتم من تلك الإجراءات وبدقة، فذلك هو الأمان من المفرقعات.