شيرين حمدي تكتب: وفى الكلام رؤساء أقسام !!
نحن شعباً تعودنا على مفهوم «القيل والقال» نتكلم أكثر من أن نستمع، وقدرتنا على الكلام "ياسلام" تفوق بمراحل قدرتنا على الإستماع!، إذا تعودت أن تتكلم ولا تسمع فأقحمت نفسك بمنطقة خطر، ففي الكلام استدراج وفى الإستماع إدراك، وكثيراً ما سمعنا عبارة «من يتكلم كثيراً فعله قليلاً» هذه حقيقة، فكثرة الكلام يُقلل من قيمة ووقت الفعل.
وبالنظر إلى الأحداث الجارية نري مهازل فى الفترة الأخيرة تناقلنا أخبار وأحاديث عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والكل أصبح حديثه الشاغل فلانه أو فلان، ونصبُوا من أنفسهم هجوماً أو دفاعاً، وتركوا واقعهم ومشاكلهم وجلسوا وراء الشاشات الإلكترونية ليكونوا قضاه يتداولون أساليب المحاسبة والمسائلة!.
يا أعزائي لم نسمع عن توجه بالمشاركة بأرائكم أو بالنقد فى مواهب للإبتكار والإبداع سواء كانت علمية أو فنية مُتعلقة بأي فكر إبداعي، ولكن أغلب الإنتقادات على مواضيع ليست قيمة بأن تأخذ ضجة بين أوساط الناس ثم تصبح حديثاً للإعلام .
وفى إنتشار الشائعات نحتل المركز الأول عالمياً فى نشر كل ما هو حصري «كاذب» ليصُدقه الغالبية من رواد مواقع التواصل الإجتماعي، ويستقبلوه وينشروه بكل تلهف، ونري إنها إنتشرت إنتشاراً كبيراً مع الزيادة فى وسائل الإعلام الجديدة عبر «التطبيقات الإلكترونية»، وكأننا نلهث وراء كل ما يُثير ضجة، لنصبح نجوماً ولكن نجوماً باهته، إشعاعها كاذب مدمر للناس، فـ «الشائعات» قد تهدم النسيج الإجتماعى والوطنى، وتهدف لخلق البلبلة والإحباط لدى أفراد المجتمع.
وقد لخص المفكر الإقتصادي الشهير «بول كروجمان» كل ذلك فى كلمات قليلة فقال :
"إن الحقيقة لا تنتشر دائماً حيث أن الجهلاء يمتلكون القدرة على جعل الناس يصدقونهم من الناحية الظاهرية، وغالباً يمتلكون القدرة على الإقناع" .
تذكر دائماً إنك لن تري الحقيقة بالرغم من وضوحها، لذلك استقيموا واعتدلوا ليس فقط فى الأفعال، فمن الأجدر الأستقامة والأعتدال فى الكلام .. ( ليرحمكم الله ) .