أميرة علوان تكتب: من أنتم؟!
عن مفهوم المراهقة المتأخرة من وجهة نظر كلام الناس أتحدث!!.
ليه بنعمل حساب في قراراتنا؟، وفي كل حاجه تخصنا؟، مع إن هذا القرار ده يخصنا نحن بمفردنا، ومع ذلك نرفض القرار لمجرد أن نتذكره؟!!.
تحت دعوى لو عملت كده الناس هتقول علينا إيه؟!، برغم إن عدم إتخاذ القرار سوف يضرنا حتى نفسياً وجسدياً.
والسؤال لماذا حينما نُقيم أنفسنا، بنُقيمها من وجهة نظر عيون الناس؟، بالرغم إن كل الناس مستحيل أن تجتمع وترضي علي إنسان واحد، فالبشر اختلفوا حول الأنبياء والرسل أنفسهم، لهذا لن يجمعوا حول شخصك أنت ويرضوا عنك؟!!، «أنت اليوم عاجبهم ومحل رضاهم، غداً أنت لن تعجبهم ولن تكون محل رضاهم»، لهذا الواقع أثبت إن الناس مستحيل أن يتفقوا عليك وتنال رضاهم طوال الوقت أياً كان السبب.
لهذا لو شعرت بإحساس حلو تراه إنه سوف يسعدكم، مثل «استايل لبس معين، أو عاوز تجري وتلعب، أو حتي تمسك بلالين في يوم العيد، أو حتي كانت سعادتك في فسحة مع أصحابك، أو حتى حاسس إنك عاوز تركب مراجيح، أو تنط الحبل، أو عاوز تلعب زي زمان مع الأطفال .. إلخ، المهم أياً كان السبب اللي هيشعرك إنك هتكون سعيد لا تتراجع عن تنفيذه فوراً.
لا تلغي سعادتك بأنك تضع ١٠٠ خط أحمر أسفل قرار سعادتك، لأن السعادة قرار «إن أردت أن تكون سعيد أتخذ القرار دون تردد»، بحجة الناس هتقول عليا إيه؟، وشكلي هيكون إيه؟، ومركزي لا اتكسف أعمل كدة، وسني لا يسمحش أعمل كدة، ولا المستوي الإجتماعي بتاعي ميصحش أعمل كدة، برغم إن المستوي الإجتماعي وكل ما سبق هما سبب تعاستك الحقيقية وليس سعادتك، لأنك نسيت تلقائيتك إللي هي أصل ومصدر السعادة لأي إنسان.
عليكم أن تتخلصوا من إعتقاد إن الناس ممكن تقول عليك مثلاً هذا وتصرف أفعالك إنها مثلاً «شيئ تافه، أو شخص مجنون، أو عيب على سنه .. إلخ» أليس تلك تعليقات الناس التي تشعرك بالخوف إنك تتخذ قرار سعادتك بمجرد تصرف بسيط وتلقائي؟!!.
أفعل ما يسعدك ، وقول وأكد علي نفسك هذا سوف يسعدني، ولن يهمني كلام الناس طالما مش بعمل شيئ خطأ، أجعل هذا هو منطق حسابك للأمور، وليس العكس، بأنك دائمآ بتحسب لكل شيئ مليون حساب، وبتفكر مليون مرة قبل فعل ما تشعر به إنه سوف يسعدك، لمجرد إنك خايف من الناس وكلام الناس؟!!.
أنت متعرفش إن ده بيسبب لك حرمان كبير، ناتج عن كبتك لإحتياجك وحبك لشيئ معين حاسس إنك نفسك تعملوا بل بتكون حابب تعملوا، ولكن خايف تعملوا أو تاخد فيه قرار وبتقهروا جواك، لمجرد إنك خايف من كلام الناس!!، وهذا ما يسمي بعد ذلك ويصفة الناس بالنسبة لبعض تصرفات كبار السن بـ «المراهقة المتأخرة»، لأنك هتكون بالفعل مُعرض للإصابه بما يسمى «المراهقه المتاخرة» سواء للرجل أو المرأة، لأنك سجنت نفسك بسجن الخوف من كلام الناس في شبابك، وعندما يتقدم بك الزمن هتجد نفسك تفعل أشياء خلسة بعيدة عن أعين الناس تري إنها سوف تسعدك، لأنك مازلت خايف من كلام الناس، حتى بعد أن يتقدم بك العمر، لأنك قهرت نفسك في شبابك.
ولهذا بالنسبة لكبار السن الذين عاشوا حياتهم بشكل سوي واستمتعوا فيها بالسعادة أقول لهم؛ مش معني إنك كبرت فهذا يكون سبب في حرمان نفسك من أي شيئ تشعر إنه سوف يسعدك وتحتاج إلية لكي تكمل حياتك بسعادة، ويجعل منها طاقة أمل وتفاؤل، يكسوها الضحكة وتكون مُغلفة بالسعادة، حتي لا تقف بك الحياة في محيط فراشك ومنزلك، وترجع تتساءل ليه أنا أشعر بالاكتئاب؟.
لهذا أقول لكم لا تخاف أن يقال عليك من الناس هذه مراهقة متأخرة، الناس لديها الظاهر ولكن أنت الوحيد الذي سوف تعيش في بوتقة التعاسة والإكتئاب الذي سوف يقصر من حياتك ويُصيبك بالأمراض، وتظل عايش سجين في وحدتك، لمجرد إنك خفت من كلام الناس بعد أن تقدم بك العمر.
وفي النهاية عيش حياتك، وأنتي كمان عيشي حياتك، وقولوا «من أنتم؟ أنا لا يهمنى كلامكم».
فنحن خلقنا لكي نرضي الله، وليس لكي نكسب رضاء البشر، أنا وأنتم وكثيرون حياتهم صعبة، ولكن برغم صعوبتها، لابد وأن نحب حياتنا ونرضي بكل تفاصيلها، لهذا عيش حياتك بالشكل الذي يسعدك ويرضي عنه الله، وليس بالشكل الذي يرضي عنه البشر، أسعد نفسك ولا تنتظر السعادة من أحد، ولا تضع ١٠٠ خط أحمر أسفل قرار سعادتك، أتخذ القرار فوراً حينما تشعر إنه سوف يسعدك، وفي النهاية كلام الناس لا يُقدم للأمام بل يؤخر ويرجعلنا للخلف، لهذا أقول لهم «من أنتم .. كلامكم لا يهمنى».