هاني عبدالكريم يكتب: دماغكوا فيها إيه؟.
من غلاف مجلة فنية عليها صورة شفتشي، إلي صورة طفل جعان بيشوف اللحمه بس عند الجزار، إلي الست اللي فارشة علي الرصيف بكام حزمة جرجير عشان تطلع لعيالها بعشرة جنيهات، إلي رقاصة في كباريه بيتحدف عليها آلاف الجنيهات، لحوت بياكل أرض بلدى بتراب الفلوس، «دماغكوا فيها إيه؟».
لما وسط الحزن لسه بتضحكوا دماغكوا فيها إيه؟، وأنتوا مرضي مش لاقين الدواء، وأنتوا شغالين ٢٤ ساعه زى المكنه ومش عارفين تدفعوا فاتورة الكهرباء دماغكوا فيها إيه؟، وأنت بتستخبي من صاحب البيت عشان الأجرة دماغكوا فيها إيه؟.
وأنت بتتشعبط في مواصلة عشان توفر الأجرة، طيب وأنا رايح زيارة لأهلك ومش معاك تجيب كيس فاكهة بتفكر في أيه؟، وشكلك أيه لما مراتك تطلب منك حاجه ومش معاك فلوس دماغكوا فيها إيه؟، وأنت قاعد قدام مستشفي لأبنك مش عاوزين يقبلوة دماغكوا فيها إيه؟، وأنت سعرك بينزل وسط سلع بتطلع بس دة إحنا لو قارنا بينك وبين ربطه الجرجير هنلاقى الجرجير له سعر عنك دماغكوا فيها إيه؟.
ونسبة العنوسة بتزيد ونسبه الطلاق بتزيد ونسبة المبالاة بتزيد، ونسبة الأمراض والفيروسات بتسرح جوة جسمك إطلع بقي من جحرك قولي أنت جنسك إيه؟ قولي مرة واحدة دماغكوا فيها إيه؟.
لازم نصلح من أنفسنا، ونراعي بعضنا، ونخاف علي بعضنا، ونساعد بعضنا، علشان ساعتها كل واحد فينا يعرف دماغوا فيها أية؟.