فيروز نبيل تكتب: عذراً إذا كان هو بنكاً فأنتي سلعة
إنتشرت ظاهرة غريبة بين كثير من فتيات هذا الجيل، تلك الظاهرة تتجسد في البحث عن الحبيب أو العريس الثري، أو بمعنى أدق الممول لهذا المشروع، أو بشكل أكثر مجازية «المارد بداخل مصباح علاء الدين»، والذى بمقدوره تحقيق أحلام الفتاة من "شقه أو فيلا بمكان راقي، وسيارة فارهة وأحياناً تمويل مشروع خاص بها".
للأسف أصبحت الكثير من الفتيات ليسوا لديهم أهداف أو طموحات خاصة بهم يسعون إلي تحقيقها بمفردهم، عن طريق السعى والعمل الجاد وتحقيق الذات، أو حتى عن طريق مشاركة زوجها بالمستقبل في تحقيق أحلامهم المشتركة سوياً.
لهذا نشاهد كثير من الفتيات في مجتمعتنا حالياً، من الباحثات عن فرصة الحصول علي "العريس الجاهز" القادم بممتلكاته ومشروعاته وحسابة البنكي، وذلك بناء علي إعتقاد خاطي لديهم بتأمين المستقبل من خلال الاستسهال بالاعتماد على الرجل الممول!!.
ولذلك وصل الحال إلي أنه أصبح من أسس إختيار شريك الحياة للكثير من الفتيات هو "الرجل الممول"، دون النظر أولاً لأخلاق الرجل وتدينه، ورقيه، وتربيته، وفكره، وثقافته، وهل هو الشخص المناسب لها الذى يتواءم معها فكرياً وثقافياً؟.
ولكن للأسف وصل الأمر حالياً لمرحلة بحث الفتاة عن جانب السعادة المادية فقط، وأغفلت سؤال هام وهو، هل ذلك "الرجل الممول" يمكن أن يحقق لها جانب السعادة والأمان المعنوى مع الجانب المادى؟، وهل يصلح ذلك الرجل الثري أن يكون «والد» يفتخر بيه أولاده في المستقبل أو لا؟.
للأسف كل هذه الإعتبارات تتلاشى وتتضاءل أمام بعض الفتيات، عندما ترى السيارة الفارهه والفيلا وبعض المغريات والمظاهر البراقه.
عزيزتى الفتاة تذكرى دائمآ إن طعم نجاحك وتحقيق أحلامك، سوف تأتي بسعيك وتعبك، وحينئذ سوف تجديها مختلف تماماً، وتأكدى أن نظرة الرجل لأمرأه طموحه استطاعت أن تحقق أحلامها بنفسها، سوف تكون نظرة مختلفه تماماً، عن نظرة رجل إلي امرأة تنتظر منه تمويل تلك الأحلام.
وتذكرى إن كثير من القصور أصبحت كالقبور لا يوجد بها سوى العذاب والدموع، وكثير من البيوت البسيطه أصبحت كالقصور بالحب والسعادة.
تذكرى أن الله ذكر بكتابه العزيز، وجعلنا بينهم مودة ورحمه وليس فيلل وممتلكات، وليس معنى كلامى إنك تعيشي بمستوى لا يليق بيكى أو ترتضى بوضع لا يتلائم معك، لكن المقصود إن أسس الإختيار لا تعتمد بالأساس على فكرة التمويل فقط.
بل على فكرة المشاركة والمشاعر الطيبه والحب المتبادل، وتذكرى دائمآ إنك لو اعتبرتي الرجل بنكاً فقط، فسوف يتعامل معك على إنك سلعه تباع وتشترى لمن يدفع أكثر.
ولكن يا عزيزتى إنتى أرقى وأعلى من ذلك بكثير، لقد كرمك الله واعطاكى كل التقدير والحقوق، فلا تقللى من شأنك وقدرك، وتذكرى دائمآ إنك نصف المجتمع وشريكة للرجل، ولهذا أتخذي من الرجل حبيب وشريك، حتى يتوجك ملكه علي قلبه وعقله.
دائمآ تذكري يا عزيزتى إن المال لا يصنع أمان للمستقبل، بل التكافئ بين الطرفين والتعاون والمشاركة، والحب بنظرية العطاء دون مقابل هما من يصنعون الأمان للمستقبل، لتكون خير شاهد علي كل ما سبق معدلات الطلاق المرتفعة في مجتمعنا حالياً، فعند النظر إليها سوف نجدها ما بين أجيال صغيرة في السن وذو مستوى مادي مستقر!!.