إيمان آل ذاكر تكتب: أنا وصديقتى ورحلة إكتشاف السعادة.
قابلت صديقتي الصربية بالصدفة بالمقهى الذي اعتدنا الجلوس به لقربة من المنزل بحي الزمالك، ودعتني إلى الجلوس معها عندما لاحظت إني أبحث عن طاولة بالمكان الذي كان مزدحم بالجالسين، وفشلت بإيجاد مكان خال لي.
واسقبلتني بأبتسامتها العريضة التي أعتادت أن تقابلني بها، وحاولت الإعتذار لأني كنت يومها أود الإنفراد بنفسي، فلم أكن بحاله تسمح بالتواصل، وكنت أعتقد إن همومي لو وزعت على الجالسين لاحزنتهم.
ولكن هي أصرت أن أجلس معها هي وزوجها، ولقد لبيت دعوتها شاكرة فقد اخجلني إصرارها، وكانت قد أمرت لي بمقعد بجوارها مداعبة لي باللغة العربية الركيكه "ازيك أمله"، فوجدت نفسي أبتسم بأبتسامتها التي أضاءت وجهها، وأتبعت تلك الإبتسامة بضحكة عالية، قائله لها إنتي جميلة يا ماريا أنا الحمد لله كويسة يا جارتي العزيزة.
بس عايزة أسألك سؤال أجابت بالعربيه بنفس الإبتسامة اتفضلي، ساعتها أيقنت أن الفرح معدي لأن أبتسامتها ذهبت بكل الحزن من قلبي، وسألتها لماذا إنتي دائمة الإبتسامة؟ رغم انكي بعيدة عن موطنك وببلد غريب عن ثفافتكم، ولم أراكي يوماً متجهمه.
هنا زادت إشراقة إبتسامتها وهي تجيب لأني يا عزيزتي تعلمت السباحه وحدي؟!.
وقد لاحظت علامات الإندهاش على وجهي!!.
فلحقتني قائله سأشرح لكي معنى هذه الجملة بمنتهى البساطة حين كنت بسن صغيرة تعلمت السباحة بمفردي، ولكن بمساعدة بسيطه من والدي وأكملت جملتها بضحكه رنانه "he pushed me to the pool alone"، "لقد دفعني إلى حوض السباحه بمفردي"، وأنا بالثالثه من عمري وقال لي بصوته الحنون ولكن بحزم، «ماريا عليكي أن تتعلمي السباحه بمفردك».
ساعتها لم أخاف لقناعتي أن والدي لم يكن يشك بقدراتي، ووجدت نفسي اجلجل بالضحك وأنا احرك يداي وأطفو على سطح الماء بسلاسة، وكأنني سمكه موطنها الأصلي هو الماء، ومن يومها تعلمت كل دروس الحياة.
هنا تفحصت ماريا وجهي لترى إنعكاس دهشتي بهذا الوصف الذي أختزل كل معاني المقاومة لمصاعب الدنيا، وخجلت من همومي الصغيرة أمام كل تلك المعاني الكبيرة، ورشفت رشفة من فنجان قهوتي، وأنا أقول لها والإبتسامة علي وجهي فهمت قصدك ياصديقتي.
ولذلك كل ما يجب على الإنسان أن يفعله هو أن ينهض بنفسه وإنتهى اللقاء وقد أخذت عهداً على نفسي بألا تهزمني الحياة.