فيروز نبيل تكتب: آوان الحب

الإعلامية فيروز نبيل

---

أيام قليلة ويبدأ فصل الربيع، وتبدأ تزهر الورود وتغرد العصافير، ويكسو اللون الأخضر الأشجار وتتزين الحدائق لإستقبال الزائرين.

وفى هذا التوقيت تبدأ قصص الحب تنضج، بعد فترة من البيات الشتوى، فمع بداية فصل الربيع ينمو الحب داخل القلوب وتتوهج القلوب مع توهج الطبيعه الساحره، وأعتقد إنه يوجد تشابه كبير جدا بين ولادة فصل الربيع وولادة الحب.

ففى الربيع نودع فصل الشتاء ببرودته وجفافه ووحدته واعتكافه ونبدأ بالإستعداد لفصل جديد مليئ بالأحداث والفرحه والإنطلاق، فصل رغم سخونة حراراته لكنه مليئ بالمفاجآت الجميله، فصل تلونه الورود بألوانها المفرحه وتعطره بطيب عطرها، فصل تصفو فيه السماء من السحب والغيوم وتهدأ فيه امواج البحر.

وما أشبه كل ما سبق بالحب وتأثيره فبمجرد أن يدق الحب باب القلب تبدأ الحياه الحقيقية وتتولد لدينا قدرة هائله على الإنطلاق وحب الحياه وتبدأ كل الغيوم التى طالما ملأت حياتنا بالإختفاء تدريجيا إلى أن تتلاشى نهائيا، وتسطع الشمس داخل قلوبنا تمدها بالطاقه والأمل والتفاؤل يبدأ القلب يزهر بكل الوان زهور الربيع، ويغرد بكل لغات الطير ليعلن عن بداية ميلاد جديده بداية حياه.

فالحب ما هو إلا نهايه لأيام صعبه مليئة بالغيوم والخوف والتقلبات وبدايه لأيام تسطع بنور الشمس وتتلون بجمال الطبيعة، وتغرد بلغة الطير لذا اتركوا قلوبكم تشعر بالحب وجماله مع بداية فصل الربيع وثقوا حبكم مع توثيق الطبيعة لجمالها قوموا بإنهاء فترات الحزن والقطيعة والخصام والفرقه مع نهاية فصل الشتاء تعلموا من الطبيعه كل ما هو جميل.

فالله جميل يحب الجمال، خلق الجمال حولنا بكل مكان ولكن نحن من قمنا بإتلافه وتشويهه، وخلق لنا عينان ليبصروا هذا الجمال وقلب يخفق فرحا عندما يرى كل ما هو جميل، لذلك دعونا نحتفل هذا العام بالربيع بشكل مختلف دعونا نطرق أبواب الحب والخير والجمال، بدلا أن نحتفل بأعياد الربيع بتجهيزنا لأنواع بعينها من المأكولات فمفعول الأكل يزول سريعا ولكن مفعول الحب يدوم للأبد.

رساله لكل البشر اجعلوا من أعياد الربيع هذا العام أعياد للحب، للخير، للسلام، لنبذ العنف، استمتعوا بجمال الطبيعة وحافظوا عليها، علموا أولادكم أن يروا الجمال في كل شيئ حولهم، علموهم أن يستمتعوا بجمال الزهور لا أن يقطفوها، يستمتعوا بالبحر دون أن يلوثوه، يلعبوا مع الطيور دون أن يقيدوها، وتذكروا دائما أن من اعتادت عيناه على رؤية الجمال لا يستطيع أن يرى القبح، وتذكروا أيضا إنه أن الآوان للحب، دمتم بحالة حب، وكل عيد ربيع وأنتم بخير.