دور الشباب في التنمية العربية المستدامة.
لا يمكن الحديث عن التنمية المستدامة من دون التطرق لدور الشباب، لأن تحقيق خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، تستهدف الشباب بشكل كبير في إطار سعيها للقضاء على الفقر وخلق فرص عمل لجميع الشباب.
لأن الشباب قادرون على تغيير العالم نحو الأفضل، وتحقيق التنمية العالمية، في حال أتيحت لهم الفرص وتوافرت لهم الإمكانيات، لكنها أوضحت أن السواد الأعظم من الشباب يعيشون في الدول الأكثر فقراً التي تشهد نزاعات دموية في بعض الأحيان، وقالت إن الأهداف العالمية ترمي إلى عدم تهميش أي طرف والانتقال بالشباب من الفقر للانتفاع بالفرص.
لأن الشباب هم أكبر مستفيد من التكنولوجيا، وأن جيل اليوم يمكن أن يحقق العديد من المنجزات إن تم إشراكه في مشروعات المستقبل، وأنه سيتمكن من توليد فرص عمل وليس الحصول عليها فقط من خلال منظومة ريادة الأعمال، مع ضرورة جمع المزيد من البيانات والإحصائيات التي تعطي تصوراً أوضح عن حالة الشباب في مختلف دول العالم، ووجود العديد من التحديات اليوم، وعلى رأسها وجود أزمة ثقة في أوساط الشباب تجاه حكوماتهم.
أن حكومات العالم تحتاج إلى روح القيادة التي تتحلى بها دولة الإمارات، وأن العالم يحتاج مبادرات كتلك التي نشهدها في الإمارات، وأنها تحتاج لرؤية المزيد من الوزيرات والمسؤولات لرفع مستويات المساواة بين الجنسين.
إن انتشار الفكر التنموي وأسس ومفاهيم التنمية المستدامة بين الشباب تأتي كحاجة ملحة في ظل التطورات التي يعيشها مجتمعنا اللبناني على المستويات «الإقتصادية، السياسية، الإجتماعية والبيئية».
ويأتي أهمية دور هذه الشريحة في قدرتها على التغيير البنّاء والعمل نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للمجتمع، والتي لا تتحقق إلا عبر المشاركة الفعالة والانخراط في العمل المؤسساتي.
ولا يكتمل انخراط الشباب في بناء الأسس التنموية الصحيحة إلا من خلال توافر شبكات الدعم وآليات التمكين التي من شأنها المساهمة في بناء قدرات الشباب للقيام بدورهم الريادي في بناء وطن المؤسسات.
في ظل الأوضاع السائدة، والتحديات الإقتصادية الأمنية والإجتماعية التي تعصف بمجتمعنا، قد لا يولي البعض أهمية كبرى لسياسات تمكين الشباب، على أهميتها.
وفي ظل غياب الرؤية المستقبلية في بناء السياسات العامة للدولة، وتحقيق هذه الأهداف ليس بالمهمة السهلة، ولكنها تمثل فرصة تاريخية للمنطقة على رغم التحديات، ومن أجل السير نحو تحقيق هذه الأهداف في العالم العربي، لا خيار لدول وشعوب المنطقة سوى الإشراك الحقيقي والفعّال للشباب.
من الطبيعي أن الفئة التي يقع على عاتقها عبء ترسيخ وتجذير مفهوم التنمية المستدامة في مجتمعاتها هي فئة الشباب الذين يكونون همزة الوصل بين ما سوف يتحقق في حاضر الأيام وما سوف تجلو به قوادمها، ولقد لعب الشباب الخليجي في الواقع وفي أكثر من بلد من البلدان الدول العربية دوراً بارزاً ومؤثراً في صياغة وبلورة مفاهيم التنمية المستدامة وفي إقامة ورش العمل والمنتديات التثقفية الخاصة بالتعريف بها وبمجالاتها وكيفية ترسيخ أبعادها في المجتمع، وتركز أغلب الأهداف لعل من أبرزها:
1- إطلاق الإبداعات الشبابية ودعمها من خلال توسيع ورش العمل المتكاملة والشاملة والمستمرة والتي تأخذ بعداً استراتيجياً، يتم من خلاله تعزيز دور الشباب في المجتمع.
2- إنشاء برامج خاصة يتم فيها إشراك الشباب في عملية الحوار وصنع القرار ودفعهم نحو وضع النقاط على أهم المشكلات التي تواجه المجتمع ومن ثم إيجاد الحلول المقترحة والمناسبة لهذه المشكلات.
3- العمل على دعم الأنشطة التي يبرز فيها دور الشباب كعاملٍ فاعل ورئيسي في العملية التنموية والبناء الاجتماعي الصائب وتلعب وسائل الإعلام دوراً بارزاً ومؤثراً في صيرورة هذه العملية الوظيفية.
4- تعزيز دور الشباب في تحقيق التنمية السياسية والاقتصادية من خلال إعادة بناء النظام التعليمي وفق منظور حديث وواع يتناول أهمية المشاركة السياسية والتنشئة الاجتماعية، في عملية بناء الثقافة السياسية ذات المحتوى الإيجابي، والعمل على إعادة النظر في مخرجات التعليم وفق ما يعزز متطلبات السوق، والبعد عن الاتكالية وبحث القضايا الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع العربي وإيجاد حلول ناجعة لها.
كما سعت بعض البلدان العربية إلى تنشيط دور القطاع الخاص باعتباره القاعدة التي سوف تستوعب اختصاصات الشباب وتوفر فرص عمل مناسبة لهم، وسعت أيضاً إلى إعداد البرامج التدريبية المناسبة لهم، وذلك من خلال التنسيق مع منشآت الأعمال ومراكز التدريب المعتمدة، ودعم تمويل هذه البرامج من خلال صناديق التنمية البشرية.
وتسعى هذه البرامج التوظيفية كما ذكرنا آنفاً إلى تشجيع العمل الحر، ويتم ذلك من خلال بعدين أساسيين هما:
1- التعاون التام مع الجهات التي تقوم بإعداد جيل متميز من رجال أعمال المستقبل في مجالات الإبداع والإبتكار ونشر مفهوم الفكر الريادي بين أوساط الشباب العربي من الجنسين في مجال اقتصاديات المعرفة التي تحتاجها برامج التنمية المستدامة في بلدان العربية.
2- العمل على تبني ومتابعة برامج تطوير الأنظمة واللوائح والإجراءات التي تنظم عمل المنشآت الصغيرة وذلك لتلافي الصعوبات التي تواجه تلك المنشآت في تأدية دورها في الاقتصاد وتسهيل إجراءات بدء المشاريع الجديدة، بالإضافة إلى تقديم حزمة متكاملة من الحوافز التي تساهم في تهيئة وتوفير بيئة مناسبة لتطوير أعمال تلك المنشآت.
ولابد من التأكيد في نهاية المطاف على حقيقة أساسية وهي بروز أهمية الشباب العربي كعنصر رئيسي في التنمية المستدامة من خلال الدفع نحو توجه اجتماعي وإقتصادي وسياسي يساهم في إعادة التصور والنظر إلى المشكلات التي تواجه المجتمع بشكلٍ أكثر موضوعية والانطلاق نحو الخيارات الصائبة، بعيداً عن القوى التقليدية الموجودة في المجتمع والدور السلبي الذي يمكن أن تلعبه قوى تحاول أن تكون بمثابة حجر عثرة في طريق تحقيق وتائر التطور والتنمية المستدامة في بلدان العربية.
لا يمكن لها أن تسير في الطريق الصحيح دون أن يكون للشباب دور أساسي فيها باعتبارهم الاقدر على توصيف تلك الأهداف وتقديم الافكار الإبداعية المتطابقة مع متطلبات العصر الحالي ووضع خارطة طريق يمكن من خلالها الوصول الى تنفيذ تلك الأهداف بنجاح والتي سيكون لها نتائج إيجابية على الشباب وبلدان العالم بأسره كما أن الأهداف التنموية الأممية ستشكل فرصة متميزة لتعزيز الإحاطة بالشباب، وتعميق معرفتهم بالمسؤوليات الموكلة إليهم وبالآمال الكبيرة المعلقة عليهم فهم، مدعوون الى تقديم رؤى جريئة وحلول مبتكرة تتجاوز التحديات وتوفر مناخًا عالميًا جديدًا يشجع على بناء دول متطورة يكون شغلها الشاغل البناء التنموي والارتقاء بكافة منظومتها.
أن العمل الإجتماعي التطوعي يأتي استجابة لحاجة إجتماعية، فهو واقعي ومعبر عن الحس الإجتماعي، وبالرغم من أن انفتاح المجتمعات يؤدي إلى إتساع الخيارات أمام العمل الإجتماعي، إلا أنه يبقى هناك حد أدنى لأن التغيرات الإجتماعية التي يهدف العمل التطوعي إحداثها يرفضها المجتمع.
ضرورة تفعيل دور الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال التوعية الإعلامية بأهمية التنمية المستدامة ودور الشباب في تحقيق أهدافها وإحداث التغيرات الضرورية في فلسفة نظم التعليم والتدريب والبحث العلمي ومحتوى المناهج الدراسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب رعاية الموهوبين والمبتكرين والمبدعين والتأكيد على دور الشباب في المشروعات الصغيرة.