ماذا قال البرلمان وهيئة المترو ونقابة التشكيليين بأزمة غادة والي والفنان الروسى التى قادت لمحاكمتها؟
أحالت النيابة العامة، المُصممة غادة والي إلى المحكمة الاقتصادية لاتهامها بالاستيلاء على حقوق الملكية الفكرية للوحات الفنان الروسي جورجي كوراسوف.
وحددت المحكمة جلسة 8 يناير لنظر أولى جلسات محاكمة غادة والي، بعد أن فتحت النيابة العامة تحقيقًا في اتهام جورجي كوراسوف لـ"والي" بسرقة لوحات من أعماله واستخدامها في جداريات محطة مترو كلية البنات.
وفيما يلي نستعرض القصة الكاملة لهذه الأزمة والتي شغلت الرأي العام الفترة الماضية.
أولى فصول الأزمة.
بدأت أولى فصول الأزمة، مطلع شهر يوليو الماضي، عندما اتهم الفنان التشكيلي الروسي، جورجي كوراسوف، المصممة المصرية، غادة والي، بـ"سرقة" أربع لوحات من أعماله، واستخدامها في جداريات محطة مترو "كلية البنات" في العاصمة القاهرة.
وكتب الفنان الروسي عبر صفحته على فيسبوك: "لقد استخدمت لوحاتي في مترو أنفاق القاهرة بدون إذني وحتى ذكر اسمي"، وأضاف: "أنتظر ردًا رسميًا بشأن هذا الأمر".
وأوضح الفنان الروسي، أن 4 من لوحاته المستخدمة في المشروع موجودة في الموقع الخاص به في قسم الأصول المباعة، مشيرا إلى أن إحدى اللوحات المسروقة ليست عن مصر القديمة بل عن اليونان القديمة.
بيان هيئة مترو الأنفاق.
وأصدرت الهيئة القومية للأنفاق وشركة "آر. إيه. تي. بي" ديف للنقل كايرو، المسؤولة عن تشغيل الخط الأخضر الثالث، إنها تابعت عن كثب ما يدور على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية فيما يخص استخدام تصميمات فنية من أعمال فنان روسي في المشروع الثقافي داخل محطة كلية البنات في الخط الأخضر الثالث.
وأضافت الهيئة في بيان أنه تم التعاقد مع وكالة "إستوديو والي" للدعاية التابعة لغادة والي لإنشاء تصميمات فنية خاصة بالمشروع الثقافي بمحطات الخط الأخضر الثالث، وتم إدراج بند ملزم قانونيًّا ينص بأن شركة الدعاية هي المسؤولة الوحيدة عن تقديم تصميمات فنية أصلية، وفي حالة الاقتباس أو النسخ، يتعين عليها الحصول على موافقة قانونية رسمية من الفنانين القائمين على تلك الأعمال يخول استخدامها، وفقًا لما هو متعارف ومعمول به مع جميع الفنانين.
وتابعت الهيئة: في مارس الماضي تم إنهاء العقد مع شركة الدعاية نظرًا لأسباب أخرى تتعلق بإخلال في بعض بنود العقد والتنفيذ. وتؤكد الهيئة القومية للأنفاق وشركة "آر. إيه. تي. بي" ديف للنقل كايرو بأنهم لم يكونوا على دراية بأن تلك التصميمات مستوحاة بشكل غير قانوني من لوحات فنان روسي، وأنهم ضد أي تعدٍّ على حقوق الملكية الفكرية بأي شكل.
وأكدت الهيئة القومية للأنفاق في في حينها أنها تقوم بدراسة الإجراءات القانونية المناسبة ضد شركة الدعاية لحفظ جميع الحقوق الخاصة بالهيئة القومية للأنفاق وشركة "آر. إيه. تي. بي" ديف للنقل كايرو عند إثبات الادعاءات، مشيرة إلى أنه سيتم تغيير التصميمات المقتبسة بشكل غير قانوني.
وفي ختام البيان اعتذرت الهيئة القومية للأنفاق للفنان التشكيلي الروسى "جورجي كوراسوف" وللجمهور عن تلك الحادثة، مؤكدين الاحترام الكامل لحقوق الملكية الفكرية للجميع داخل مصر وخارجها.
مجلس النواب.
كما وصلت الأزمة قاعة مجلس النواب، حيث قال محمد سعد الصمودي، عضو مجلس النواب، إنه تقدم بسؤال برلماني إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس المجلس، موجه إلى وزير النقل، حول نتائج التحقيقات مع غادة والي صاحبة واقعة لوحات مترو الأنفاق المسروقة.
وقال النائب، في سؤاله: على الرغم من مرور شهرين على واقعة لوحات محطة مترو كلية البنات المسروقة، والمتهمة الأولى فيها غادة والي، والتي صعدت في ظروف غامضة وغير مفهومة، فأوقعت بلدها في حرجٍ شديد، بعد أن أصبح تصرفها المشين حديث الصحافة العالمية، لا نعلم حتى الآن على وجه الدقة إلى أين وصلت نتائج التحقيقات!.
وأوضح الصمودي: خرجت علينا هيئة مترو الأنفاق بتقديم اعتذار رسمي على هذه الجريمة التي ارتكبتها غادة والي، وقامت برفع اللوحات المسروقة من المحطة، وأعلنت أنها فتحت تحقيقات موسّعة في هذه الواقعة ومع الفتاة التي تُدعى غادة والي، ومنذ ذلك الوقت والغموض ينتاب التحقيقات، ولا أحد يعرف مصيرها.
نقابة التشكيليين.
وفي نفس السياق، أعلنت نقابة الفنانين التشكيليين، أن غادة والي، مصممة الجرافيك ليست عضوًا لديها.
وقالت النقابة في بيان لها، إنها لا تسأل عن ما ينسب لـ"والي" من أعمال، وليس لها علاقة بها.
وأثارت "والي" حالة كبيرة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهورها في حلقة من برنامج "الحكاية" من تقديم الإعلامي عمرو أديب، للرد على الاتهامات الموجهة إليها بسرقة أعمال فنية لفنان روسي شهير.
رد غادة والي.
من جانبها كشفت غادة خلال لقاء تلفزيوني مذاع في مارس الماضي، أن عملية تزيين محطات المترو استغرقت منها عامًا ونصف العام مشيرةً إلى أنها حاولت من أن تضع الركاب في رحلة تتنقل بهم وسط المراحل المختلفة للحضارة القديمة.. وتابعت حينها قائلة إنها ترغب من وراء هذه الجهود في أن يعتز المواطن المصري بحضارته القديمة.
وأكدت أنها عملت مع مؤرخين ومتخصصين في التاريخ المصري القديم، حتى تتجنب أي خطأ في التنفيذ بحسب قولها وهو ما تطلب منها الإلمام والقراءة المتعمقة بعدد من المعلومات عن هذه الفترة.