هدى سعيد تكتب: ندوة كتاب "الفن الجميل" بالأوبرا ليلة فى حب كريمان حرك
أحتفلت دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدى صابر بالمسرح الصغير بصدور الجزء الثالث من سلسلة كتب "الفن الجميل" والتى تحمل عنوان "الموسيقى العالمية والمحلية المتطورة فى مصر " للناقدة والكاتبة كريمان حرك فى حضور نخبة كبيرة من المبدعين والمثقفين والفنانين ورجال الصحافة والإعلام منهم الموسيقار منير الوسيمى والكاتب الصحفى مؤمن الهباء رئيس التحرير السابق لجريدة المساء، والفنان التشكيلى متعدد المواهب حسين نوح، والإعلامية هبة فهمى، ومجموعة من كبار الصحفيين بجريدة المساء، والناقد ومعد البرامج محمد شميس، والإعلامي أيمن عدلى الذى أدار الندوة بحرفية عالية.
وتحولت الليلة من مجرد ندوة لمناقشة الكتاب إلى ليلة فى حب كريمان حرك فى سهرة متميزة جمعت بين المناقشة الأكاديمية والسهرة الفنية التى تم إختيار فقراتها بعناية وتناسبت تماما مع الحدث.
• نجوم السيمونى يتألقوا.
البداية كانت مع فيلم تسجيلى عن كريمان حرك أعده قسم مونتاج الأوبرا وعرض فيه كلمة وزيرة الثقافة دكتورة إيناس عبد الدايم عن كريمان حرك فى حفل تكريمها بمناسبة صدور الجزء الأول، ثم كان التمهيد مع كبار نجوم السيمفونى الدكتور وسام أمين عازف آلة "الأبوا" الأول والدكتورة منى واصف عازفة آلة "الهارب"، حيث قدما الحركة الثانية من كونشرتو الأبوا والهارب للمؤلف مارسيللو من عصر الباروك، وبين المناقشات قدم دكتور وسام مقطوعة عزف منفرد للمؤلف المعاصر سيلفستيرينى، وقدمت منى دراسة إستعراضية للهارب المنفرد للمؤلف الكلاسيكى فليكس جودفراه.
• إبداع ريم كمال فى أغانى اسمهان.
أما الختام كان مع نجمة الموسيقى ريم كمال التى قدمت أغانى لأسمهان الحانها على صيغ غربية تناسبت مع روح الحفل، حيث شدت بأغانى "إمتى هاتعرف" و"ياحبيبى تعالى شوف إللى جرالي" التى مصرها الراحل مدحت عاصم، وختمت برائعة اسمهان "ليالى الأنس فى فيينا".
ومن المثير للإنتباه أن العازفين حرصوا على شرح أعمالهم، أما ريم كمال تحدثت عن دور كريمان حرك النقدى والصحفى فى حياتها وأنها أول من أطلقت عليها الصوت الاسمهانى، ولهذا تقدم هذة الأغانى تحية لها، وقد صاحبها فى الحفل فرقة المايسترو دكتور محمد عبد الستار.
• مناقشة أكاديمية متميزة.
كما شهدت الندوة التى أقيمت لمناقشة الجزء الثالث من سلسلة كتب "الفن الجميل" مناقشات جيدة من الدكتورة رشا طموم الأستاذ بقسم التأليف والنظريات بكلية تربية موسيقية، والدكتورة حنان أبوالمجد أستاذة التاريخ والتحليل الموسيقى بكونسرفتوار القاهرة، والمهندس مايكل غالي عضو جمعية أصدقاء الأوبرا، وأشادت الدكتورة رشا بالكتب الثلاثة التى صدرت حيث كان لها فرصة مناقشتهم، ووجهت الشكر للكاتبة كريمان حرك على إهتمامها بالتوثيق الحقيقى لفترة زمنية مهمة فى نشأة الأوبرا وأوركسترا القاهرة السيمفونى، وتعتبره إضافة حقيقية لأنه تناول جوانب الحياة الفنية فى مصر لنوعية معينة من الموسيقى من خلال رصد مايزيد عن ثلاثة عقود وتطورات الحركة الفنية بصورة متقدمة، فضلاً عن أن الكاتبة كشفت فى الكتاب عن الفنانين والمبدعين والقادة وتتبعهم فى صورة نقد بناء فى مقالاتها الصحفية وهذه النوعية لاتحظى بإهتمام الإعلام.
الدكتورة حنان أبوالمجد أستاذة التحليل الموسيقى بكونسرفتوار القاهرة قالت الكتاب فى أجزائه الثلاثة يشدك لأنه مكتوب بشكل حرفى للكاتبة تؤرخ من خلاله مسار الموسيقى للفرق المحلية المصرية وفن الأوبرا بدراسة هامة جداً لفرق الأوركسترا السيمفونى وأوركسترات الحجرة، وهذا يدل على أن هناك مجهود بحث دقيق للحقبة الزمنية التاريخية لتلك الفرق يستطيع الغير متخصص أن يفهم فن الموسيقى والأوبرا.
فضلاً عن إلقاء الضوء على بعض الشخصيات والرموز من خلال إشادة الكاتبة بالقائد الراحل المايسترو يوسف السيسى ودوره فى الحفاظ على فرق دار الأوبرا الخديوية بعد حريقها عام 1971، كما نوهت عن أسلوب نقدها الموضوعى والغير جارح، حيث قالت إنها تشير للسلبيات بذكاء ودللت على ذلك بفقرات من الكتاب كأمثلة.
أما المهندس مايكل غالى دارت مناقشة فى البداية بينه وبين الإعلامى أيمن عدلى عن إنه من كبار متابعى الموسيقى رغم أنه متخصص فى الكمبيوتر والذكاء الصناعى، وأكد أن هذه ثقافة عامة يجب الإطلاع عليها، وأضاف إنه من أسرة تهتم بالموسيقى، وتحدث عن ارتباطه بمقالات كريمان حرك منذ أكثر من ربع قرن، وتحدث بشكل عام عن دور النقد وأهميته فى العملية الابداعية بشكل عام، وعن كيفيه تناول الناقدة للحفلات بموضوعية وسلاسة فى الأسلوب لتصل بالمعلومة للقارىء العادى بدون تسطيح بل بعمق شديد، وهذه هى المعادلة التى نجحت فى تحقيقها.
أما الناقدة والكاتبة كريمان كرك وجهت الشكر للدكتورة إيناس عبد الدائم وزيرة الثقافة والدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا المصرية على دعمهم الكامل لإقامة هذه الندوة، كما وجهت الشكر للجنة المناقشة وللجمهور فى القاعة، وأشارت للفنان منير السيمى الذى وقف وحياه الجمهور، وكان هناك تهافت من الجمهور للتصوير معه عقب انتهاء الندوة، وأكدت أن رؤساء التحرير الذين عملت معهم يستحقون الشكر لحرصهم على دعم هذه الفنون الجادة وهو خالد أمام، وجمال ابو بيه، ورؤساء تحرير جريدة المساء السابقين، وأشارت أيضا لرؤساء تحرير بعض المواقع وأصرت من حضر منهم أن يقف ليحييه الجمهور، ومنهم الصحفى نائل نبيل.
• الإبداع الصحفى عند كريمان حرك.
ولكن المفاجاة كانت فى حضور الكاتب الصحفى مؤمن الهباء الرئيس السابق لجريدة المساء، والذى كان من الداعمين لها وتحدث فى مداخلة من الصالة عن كريمان حرك الصحفية أولا والناقدة، وكيف كانت متميزة وتعشق عملها، ثم تحدث عن جريدة المساء وكيف تخرج منها كبار النقاد فى تخصصات مختلفة، وختم حديثه بعبارة ماتت المساء يقصد إلغاء صدورها ورقيا.
ثم التقط خيط الحديث الفنان التشكيلى حسين نوح الذى أشاد بالدور التنويرى التى تلعبه كريمان حرك فى مجال الثقافة الموسيقية.
ثم كانت المفاجأة فى الختام من مجلس إدارة جمعية الثقافة والإبداع الفنى حيث صعدوا على المسرح لتكريم كريمان حرك، وسلمتها رئيسة الجمعية الفنانة أحلام أحمد درع الجمعية وسط تصفيق حار من الحضور الذين حرصوا جميعا على التصوير مع الكاتبة، ثم كان حفل توقيع الكتب فى بهو المسرح بين الجمهور وعشاق الموسيقى ومحبي كريمان حرك.
يذكر أن الكتاب يحمل عنوان "الموسيقى العالمية والمحلية المتطورة في مصر"، ويتناول نشاط الموسيقى العالمية فى مصر من خلال لمحة تاريخية موثقة عن نشأة هذا النشاط وتطوره منذ ثلاثنيات القرن الماضى وحتى الآن، كما قدمت الكاتبة رؤيتها النقدية لعروض فرق الموسيقى السيمفونية والحجرة والمؤلفات المصرية والعربية، التي تم تقديمها فى دار الأوبرا الجديدة منذ افتتاحها عام 1988، مع تقييم موضوعى للعازفين والقادة المصريين والأجانب.
والجدير بالذكر أن سلسلة كتب الفن الجميل تتكون من خمس أجزاء، صدر الجزء الأول عام 2016 بعنوان "مختارات نقدية لإسهامات الفرق المصرية فى الموسيقى الأوبرا والباليه"، أما الجزء الثاني صدر عام 2018 بعنوان "فن الأوبرا في مصر". وأشارت الكاتبة أن هناك تحت الطبع جزء عن البالية فى مصر وأخر عن الموسيقى العربية.