فنون الأوبرا تتألق في إحتفالية محمود رضا على المسرح الكبير وتكريم فريدة فهمى وشيرين محمود رضا

جانب من إحتفالية دار الأوبرا بالراحل محمود رضا

---

• درع تكريم لفريدة فهمى وشيرين ابنة الراحل الفنان محمود رضا.

• وزيرة الثقافة: أسرة رضا علامة بارزة في مسيرة النهضة الفنية.

احتفلت دار الأوبرا المصرية تحت إشراف د. مجدى صابر بالفنان الراحل محمود رضا بطريقتها الخاصة، عن طريق فرقها وفى إطار الفنون التى تقدمها وبمفهوم خاص يبتعد عن أسلوب التأبين المعتاد، لنشهد ليلة بعنوان "ذكريات الكرنك" أمتزج فيها فن البالية والموسيقى الأوركسترالية الحية والإخراج الإستعراضى المتميز الذى يجمع الحركة والديكور والإضاءة والملابس في بوتقة واحدة من خلال ترجمة حركية لفيلم "غرام في الكرنك"، الذى أخرجه المخرج الراحل على رضا وتم إنتاجه في أكتوبر عام 1967.

وتضمن نخبة من التصميمات الحركية لمحمود رضا عبرت عن التراث الفنى فى مختلف أنحاء مصر حيث يتم الأداء من خلال الرؤية الفنية للعبقرى الراحل التى برزت فى موسيقى وتابلوهات الفيلم .

شهدت الأمسية دكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة وصرحت إن هذه الإحتفالية تأتى استمرارا لإحتفاء الثقافة المصرية بأسطورة الفن الشعبى محمود رضا وتضيف ونزيد هنا شقيقه المخرج الراحل على لأن أسرة رضا تُعد علامة بارزة في مسيرة النهضة الفنية المصرية .

شهد الأحتفالية عدد كبير من رجال الفن وبعض الوزراء والشخصيات العامة وقيادات وزارة التقافة، منهم على مصيلحى وزير التموين، وأشرف زكى، وخالد جلال.

أقيمت الإحتفالية على المسرح الكبير وسط إجراءات احترازية دقيقة لمنع إنتشار فيروس كورونا، وبدأت بتقديم دروع التكريم لأسماء الأخوين رضا حيث تسلمت الفنانة فريدة فهمى درع زوجها المخرج على رضا كما تم تكريمها بشكل خاص وسط تصفيق حار من الجماهير وصيحات ترحيب، أما النجمة شيرين رضا تسلمت درع والدها محمود رضا وقام بتقديم هذه الفقرة المذيع احمد الصفتى، الذى جاء تقديمه مميزا بلغته الفصيحة ومعلوماته الدقيقة وحضوره المتميز .

ثم بدأ عرض الفيلم لنستمع للحوار والقصة الدرامية ويتخلل ذلك رقصات حية على المسرح يؤديها أعضاء فرقة البالية المصرية، بتصميم محمود رضا وشرفت على التنفيذ والتدريب أرمينيا كامل، وبتصميم ديكور محمد عبد الرازق، وإضاءة ياسر شعلان، وقد نجح المخرج الأوبرالى هشام الطلى في تقديم هذا الشكل المبتكر بأسلوب راق يتضح فيه رؤيته المصرية الخالصة وإبداعه الخاص الذى اشتهر به طوال تاريخه في إخراج الأوبرات، وجعل الأمسية كأن المسرح يغنى ويرقص ويعزف مع الفنان الراحل، وقد صاحب العرض أوركسترا أوبرا القاهرة وبعض العازفين من فرق الموسيقى العربية بقيادة المايسترو هشام جبر، ولكن بتوزيع موسيقى خاص به لألحان الموسيقار على إسماعيل  الذى يُعد أحد عناصر نجاح فرقة رضا ويستحق أسمه كل الحفاوة .

عقب فقرة التكريم فتح الستار بمشهد مُبهر حيث كان هناك خمس شاشات إحداهما كبيرة في المنتصف واثنتان على كل جانب، والشاشات السينمائية وخشبة المسرح والصورة التى تم تكبيرها لكل من محمود رضا وفريدة فهمى والحوار السينمائى، وراقصى فرقة البالية والكورال الغنائى والفرقة الموسيقية، كل هذا تم تضفيره بحرفية مع إضاءة تجمع بين الرمز والإبهار ومع ديكورات لمعبدى الكرنك وبعض معابد الأقصر الأخرى، وأزياء تتنوع مع كل رقصة وإستخدام واعى ومبهر لفن الجرافيك ليشعر المتفرج كأنه جزء من هذه الأحداث التى تمر أمامه سريعا، تحسب للمخرج ولكل الفنيين الذين عملوا على إخراج هذا العمل، أيضا جاء إختيار راقصى الباليه موفقا سواء في المجموعات أو السوليست، وتألق كل من الباليرينا سحر حلمى في أداء رقصات فريدة فهمى، وكذلك الباليرينا رضوى حامد، وتفوق نجوم فرقة البالية هانى حسن، وممدوح حسن، في دور محمود رضا ورغم أن هذه الأعمال ليست من رصيد فرقة البالية الفنى، ولكن أدائهم أستحق كل التحية التى قدمها لهم الجمهور، والتى جعلت الجميع يقف لتحيتهم وهم جميعا يقفون تحت صورتين كبيرتين لمحمود رضا وفريدة فهمى ليعبر المشهد بشكل رمزى بديع عن معنى أنتم الأصل ونحن أبناءكم وسوف نواصل النهضة؛ والجمهور يصفق للفنان الراحل ولكل أبناء دار الأوبرا من الفنين والفنيين على هذه الأمسية التى تُعد أجمل إهداء لروح الفنان الراحل محمود رضا .

جدير بالذكر كانت وزارة الثقافة قد نظمت عدة فعاليات للاحتفال بفارس الفنون الشعبية الراحل منها ليلة فى حب محمود رضا بمسرح البالون، كما أصدرت كتابا تذكاريا لتخليده باعتباره أحد رموز الإبداع المصرى وقدوة ملهمة للأجيال الجديدة .