عاش مع كلبه وحيدا فى العمارة الشهيرة ولم يمش في جنازته أحد لماذا اعتزل زكي رستم التمثيل؟
أشتهر الفنان الراحل محمد زكي محرم محمود رستم الشهير بـ"زكي رستم" بأدوار الشر فى معظم اعمالة السينمائية، ولكنه أبدع فى أدوار الإنسان الطيب البسيط، فهو شرير السينما المصرية الطيب، حيث اتسمت شخصيته بعيدا عن ادوارة الفنية بالطيبة ودائما يميل للوحدة والانطواء، فلم يكن يقبل أي دعوة للسهر ولا يدعو أحداً، وكان الفن عنده هو البلاتوه الذي تنقطع صلته به تماماً لحظة خروجه منه.
من أجل ذلك لم يكن لـ "زكي رستم" أصدقاء سوى سليمان نجيب، وعبد الوارث عسر.
كان يسكن بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان بشارع 26 يوليو بالقاهرة، ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من 30 عاماً وكلبه الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.
عانى "رستم" في أوائل الستينيات من ضعف السمع، وأعتقد في البداية أنه مجرد عارض سيزول مع الأيام، وأنه بحفظه جيداً دوره وقراءته شفاه الممثلين أمامه قد يحل المشكلة. لكن هذا لم يحدث.
في آخر أفلامه "إجازة صيف" كان قد فقد حاسة السمع تماماً، فكان ينسى جملاً في الحوار أو يرفع صوته بطريقة مسرحية، وكان يكره أن يستعين بسماعة من تلك الاختراعات الإلكترونية، خصوصاً أن السماعات كانت ما زالت بأسلاكها وبطاريتها ظاهرة للعيان إلى جانب أنها تقيد من طريقته في الاندماج.
رغم ذلك أدى زكي رستم الدور على أحسن ما يكون. وعندما راح المخرج يوجهه أو يعطيه ملاحظاته كان لا يسمعها، ما أحزنه كثيراً. حتى إنه في إحدى المرات بكى في الأستوديو من هذا الموقف.
الفنان زكي رستم ومشهد من آخر افلامة «إجازة صيف»
كل ذلك دفع زكي رستم إلى اعتزال التمثيل نهائياً عام 1968، والابتعاد عن الناس بعد فقدانه حاسة السمع تدريجياً، وكان يقضي معظم وقته في القراءة ولعب البلياردو، بعدما قدَّم أكثر من 240 فيلماً، لكن الشهير منها والموجود 55 فيلماً فقط.
بعد ذلك أصيب زكي رستم بأزمة قلبية حادة نقل على إثرها إلى مستشفى دار الشفاء، وفي 15 فبراير 1972 توفي الفنان الكبير ولم يمش في جنازته أحد.
• محطات في مشوار الأرستقراطي زكي رستم.
1- ولد الفنان الكبير محمد زكي محرم محمود رستم "زكي رستم" عام 1903 في قصر جده اللواء محمود رستم باشا بحي الحلمية، وكان والده محرم بك رستم عضواً بارزاً بالحزب الوطني وصديقاً شخصياً للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد.
2 - رفض أن يكمل تعليمه ويحقق أمنية والده في أن يصبح محاميا، بعد حصوله على البكالوريا، وفضل التمثيل.
3 - اختارته مجلة "بارى ماتش" الفرنسية بوصفه واحداً من أفضل عشرة ممثلين عالميين.
4 - بدأ زكي رستم حياته الفنية مع السينما الصامتة بفيلم زينب عام 1930، ثم شارك في أول فيلم مصري ناطق وهو (الوردة البيضاء) عام 1932، وتوالت أعماله السينمائية لثلاثين عامًا متتالية بلا توقف حتى بداية الستينيات.
5 - قدم زكي رستم خلال مسيرته الفنية ما يقرب من 240 فيلما لم يخرج منها إلى النور سوى 55، وترك بصمات خاصة في ذاكرة محبيه.
6 - على الرغم من اتقانه لأدوار الشر إلا أنه استطاع أن يتقن أدوارًا أخرى لعبها باقتدار منها أدوار الباشا الأرستقراطي إلى الأب الحنون، والموظف والمحامي والزوج القاسي.
7- أشهر "إفيهاته": "إنت إيه اللي خلااااااااك تقوم من مكانك بس؟؟.. روح يا شيخ إلهي يعمر بيتك.. عرفتش غريمك مييين" من رصيف نمرة 5، " دقيقة واحدة يانواااااااااال تحدد مصير أمم" من نهر الحب.. وعمتنى يا صابر" في فيلم "امرأة على الطريق".
8 - كون زكي رستم وفريد شوقي ثنائي الشر وثالثهما الراحل محمود المليجي، في عدة أفلام تم تصنيفها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم.
9 - عاش زكي رستم بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان الشهيرة بوسط القاهرة ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من ثلاثين عاماً وكلبه الوولف الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.
10 - في أوائل الستينات بدأ سمعه يضعف شيئًا فشيئًا حتى فقد سمعه تمامًا الأمر الذي أجبره واعتزل الناس وكان يقضي معظم وقته في القراءة، وفي ليلة 15 فبراير عام 1972 صعدت روحه إلى السماء عن عمر يناهز 69 عاما، حيث أصيب بأزمة قلبية حادة.