نجم الأوبرا مصطفى محمد المشرف الجديد لبيت الغناء العربى «بالعلم سننهض بهذا المكان» (حوار)
عقب قرار من وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم إختيار نجم الأوبرا "الباريتون" مصطفى محمد المشرف الجديد لبيت الغناء العربى بقصر بشتاك والتابع لصندوق التنمية الثقافية، والذي أكد إن المنهج العلمى في تقديم التراث والتنقيب عنه اسلوبى للنهوض بهذا المكان العريق، فكان لزاماً علينا إجراء هذا الحوار مع للتعرف علي رؤية المستقبلية والمنهج الذي سوف يتبعة لإدارة هذا المكان الفني العريق .. وإليكم نص الحوار .
• وفي البداية نعرف القارئ من هو الدكتور مصطفى محمد المشرف الجديد لبيت الغناء العربى؟
إن الدكتور مصطفى محمد هو مغنى اوبرالى مرموق، وأحد الأعمدة الأساسية في فرقة أوبرا القاهرة، وحصل على الدكتوراه من كونسرفتوار القاهرة بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف، درس الغناء على يد الراحلة "فيوليت مقار" ومع دكتور "ثيموثى موسارد" في أمريكا، ومع دكتور "ربيكا برج" في إيطاليا، ويشغل حالياً منصب أستاذ بقسم الغناء في الكونسرفتوار، وعضو لجنة الموسيقى والأوبرا والبالية بالمجلس الأعلى للثقافة، وصوته من طبقة «الباريتون» وهو من المغنيين القلائل الذين يتقنون الغناء الأوبرالى والعربى الكلاسيكى في آن واحد، فنجده في مجال الأوبرا شارك تقريباً في جميع الأوبرات، ويعد من مؤسسى ريبرتوار الفرقة المصرية، كما إنه ضلع اساسى في جميع التجارب الغنائية العربية التى تم صياغتها في قالب عالمى، منها أدوار البطولة في أوبرات "أنس الوجود" لعزيز الشوان، و"مصرع كليوباترا" لسيد عوض و"حسن البصرى" لكامل الرمالى، و"ميرامار" لشريف محى الدين، و"الإنشادية النبوية" لتوفيق الباشا، كما شدا مع الأوركسترا بدور "كادنى الهوى" لمحمد عثمان، ومن صياغة جمال عبد الرحيم، وأدى أيضاً بعض الموشحات، وربما كان هذا جواز مروره لهذا المنصب .
• ما هى الخطة والإستراتيجية التى وضعها لتحقيق هدفك بالنهوض ببيت الغناء العربي عام والتراث الغنائى بشكل خاص؟
بدون شك أعتقد أن أحد الركائز التي سوف أعتمد عليها بعد الله عز وجل في تحقيق هدفي بالنهوض ببيت الغناء العربي بشكل عام، والتراث الغنائى بشكل خاص هي خبرتى في مجال التدريس الموسيقى، ومعرفتى المتعمقة بتراثنا الغنائى الذي هو مجال دراستى، لذلك سوف يكونان من العناصر التى تساعدنى على النهوض بهذا الصرح الذى يقدم خدمة ثقافية هامة، وأضاف «إن التنقيب عن التراث الغنائى العربى والحفاظ عليه وإعداد مواهب في هذا المجال من خلال منهج علمى» سوف تكون أهم خطواتى الأولى في بيت الغناء العربى .
• ما هي أولي خطواتك العملية التي سوف تتخذها للنهوض بهذا الصرح الفني العظيم؟
أولا سوف نقوم بإنشاء ورش لدراسة آلات التخت العربى، ودورات تدريبية للنهوض بتأليف الكلمة الشاعرة، كما سوف تكون هناك محاضرات للتذوق الموسيقى والغنائى، واستعانة كبيرة بالمؤلفين الموسيقين المبدعين.
• وماذا عن صالون مقامات الذى يقام بالتعاون مع البرنامج الثقافى بالإذاعة؟
سوف يستمر خاصة إنه تشرف عليه الإعلامية الفاضلة الدكتورة "إيناس جمال الدين"، ولكن اتفقت معها أن تعمقه بمادة علمية متميزة عن الشخصية التى يستضيفها الصالون أو يحى ذكراها، وأن نستفيد من أصحاب رسائل الماجستير والدكتوراه التى دارت حول هؤلاء الفنانين، ليقدموا لنا تفاصيل دقيقة عن أساليب الرواد الفنية وتطورهم في الأداء والإبداع، وذلك ليستفيد منه الجيل الواعد وخاصة أن هذه الحلقات تذاع عبر الإذاعة، ولهذا أرى إنه من أهم أنشطة البيت ويجب الحفاظ عليه وخاصة أنه يصاحبه تخت شرقى ويقدم مواهب قى مجال الغناء، وأضاف الدكتور مصطفى محمد أيضاً سنسعى أن تكون المصاحبة الموسيقية مرتبطة بموضوع الصالون.
• هل سوف يكون هناك تعاون مع جهات أخرى تتفق معكم في الأهداف؟
بالفعل تفاهمت مع مديرة الموسيقى العربية بالأوبرا جيهان مرسى لبحث سبل تعاون في المهرجانات والجولات الفنية، ولكن أريد أن أشير إننا في بيت الغناء العربى يجب أن نبحث عن ما تفتقده الساحة الفنية وأرى إنه الغناء الجماعى، ولهذا هناك فرق مُستقلة جماعية تراثية سوف تقدم نشاطها لأول مرة من خلالنا، ويستطرد الدكتور مصطفى محمد ولكن هناك أمور هامة قد تكون عائقاً لتحقيق بعض الأهداف منها "عدم توفر ميزانية والأهم أن الوصول لقصر "بشتاك" فيه صعوبة" حيث إنه في منطقة أثرية مخصصة للمشاة فقط، ولهذا نناشد وزير الأثار أن يوفر لنا السيارات الكهربائية التى تعمل في فترة النهار من أجل مساعدة كبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة لزيارة هذه المنطقة الأثرية، وأن تستمر هذه السيارات في العمل ليلاً لخدمة النشاط الفنى والثقافى من أجل أن تتسع قاعدة المستفيدين.
ويختتم الباريتون مصطفى محمد حديثه بالتأكيد على أن منصبه الجديد لن يكون حائلاً بين نشاطه الأوبرالى والأكاديمى .
فبيت الغناء العربى كان فكرة للفنان الراحل محسن فاروق وتم إنشائه من خلال صندوق التنمية الثقافية في إطار خطة ترميم بعض الآثار الاسلامية لتكون صالحة لتقديم الفنون، وذلك عندما كانت الأثار تتبع وزارة الثقافة في عهد الوزير السابق فاروق حسنى وانضمت له الفرقة المستقلة "أساطين الطرب"، والتى شاركت في عدد من المهرجانات الدولية، ولكن توقف كل أنشطة هذا المكان بعد رحيل محسن فاروق باستثناء صالون مقامات.