شيماء الكوه تكتب: الرفق بالحيوان ليس رفاهية بل فرض علينا كما أمرنا الله فى جميع الأديان السماوية
بداية حبي للكلاب والرفق بالحيوان بشكل عام، كانت منذ نعومة أظافرى، حيث ولدت في بيت به حيوان أليف «كلب» وكان عمرى وقتها سنتين، وأطلقت عليه أسم "بومو" ومعرفش بصراحه هذا الاسم كيف جاء فى مخيلتي؟.
كبرت وكبر معي حبي واحساسي بالكلاب والقطط والعصافير والاحصنه والحمير وكل كائنات ربنا.
منزلنا لم يخلو فى يوم من الأيام على مدار سنوات عمري من وجود حيوان أليف أياً كان نوعه، وهذا ما جعلنى قريبه جداً منهم، وأشعر بهم، واحبهم وعرفت كيف أتعامل معهم، لدرجة انني كنت بستغرب إزاي في ناس عايشه في بيت ليس فيه كلب أو قطه أو عصفور؟.
كنت في الأول ألعب معهم وأقدم لهم الطعام، لأن هذا كان العادي والفطره التي تربيت عليها، ثم بعد ذلك تطور الأمر، وأصبح الأمر بالنسبة لي واجب وفرض، لأن هذا حقهم علينا جميعا كبشر، لأنها مخلوقات لا تعرف أن تتكلم أو تعبر عما تحتاج إلية، فلا تستطيع أن تعبر عن شعورها بالجوع؟ أو شعورها بالمرض؟، لهذا شعرت إنه من الطبيعي أن أقوم بهذا الدور لمساعدتها.
وللعلم أنا كنت مقيمه في دولة عربية، وعندما رجعت مصر رأيت قلة وعي وقسوه وإهمال كبير فى التعامل مع الحيوانات ككل من قبل كثير من البشر، وبشكل خاص فى التعامل مع الكلاب والقطط المُشردة بالشوارع، لهذا شعرت بحزن وألم كبير نحوهم، لأن بحسب طبيعة الشخصية التى نشأت عليها والمتعلقة بالرفق بالحيوان والرحمة بشكل عام، فكان لها تأثير كبير داخلي، نتج عنه إهتمام فطري نحو تلك الكائنات، لهذا دائما أشعر بحالة من الهوس نحوهم، مما جعلنى أكون أكثر اهتماما بهم، وأكثر شعورا بهم، بل جعلنى أشعر بمسؤوليه أكبر نحوهم.
فعلى سبيل المثال إنني ممكن أنزل يوم بعد يوم لكي فقط أضع أكل للكلاب والقطط فى الشارع ثم أعود للمنزل، هذا غير أني كنت بحاول أعالج وأتابع حالات مرضيه في الشارع بما لدي من المعلومات المتواضعه التى حصلت عليها من القراءة والبحث.
ومع الوقت بدأت اتجرأ إني أتفاعل واتكلم وأنشر الوعي لأي إنسان أراه في الشارع بيتعامل مع تلك الكائنات الضعيفة بطريقه غير إنسانية، أو فيها وحشيه، لأنه ليس من الصواب أو من الإنسانية والدين، أن تمارس سلوكيات غير آدمية نحو تلك المخلوقات التى تعيش بجوارنا ومعنا على هذه الأرض، لأن لهم حق الحياة مثل الإنسان.
وهناك أحاديث كتيرة جدا في كل الأديان السماويه، تحثنا على الرفق والرحمه بالحيوان، نبينا محمد عليه الصلاة والسلام مثلا قال "من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة".
وأيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن نبينا الكريم "أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى "التراب" من العطش فأخذ الرجل خفه فجعل يغرف له به حتى أرواه فشكر الله له فأدخله الجنة".
ويوجد الكثير والكثير من الأحاديث النبوية الصحيحه والآيات التى تحس على الرفق بالحيوان.
أرأيتم قدر الرحمة والإحساس بهذه الكائنات ومكانتها وموضعها فى الدين؟.
إقرأ أيضا
ما أعظم الرحمة فى الدين نحو تلك الكائنات الطيبة؟، أين نحن من هذا الكلام؟!.
أيضا أريد أن افاجئكم بإن الإسلام أدان الصيد لغرض الرياضه أو الهواية، والصيد المباح للمسلمين هو الصيد لسد الاحتياج من الغذاء، وكان الصيد موجود في عهد الرسول صل الله عليه وسلم، ولكنه كان يدينه بشده وقتها آن إلي أخر .
واخيراً أريد أن أقول جربوا تطعموا بأيديكم قطه أو كلب في الشارع لمره واحده فقط، وشاهدوا بعدها بماذا سوف تشعرون؟.