الخميس ٢١ / نوفمبر / ٢٠٢٤ 04:04
أخر الأخبار
v

الإنتاج الجديد لرائعة فيردى "عايدة" خطوة هامة لفرقة أوبرا القاهرة (رؤية نقدية كريمان حرك)

جانب من عرض أوبرا عايدة
جانب من عرض أوبرا عايدة

الأربعاء ١٦ / أكتوبر / ٢٠١٩ 04:43 ص كريمان حرك 3409 مشاركة
تم النسخ

  • الوضع في مصر
  • اليوم
    0
  • وفيات اليوم
    0
  • اصابات
    0
  • تعافي
    0
  • وفيات
    0
z
  • الوضع في العالم
  • اليوم
    0
  • وفيات اليوم
    0
  • اصابات
    0
  • تعافي
    0
  • وفيات
    0

• رؤية مصرية خالصة للمخرج هشام الطلى .


• حرفية وابهار لديكور زايد واضاءة شعلان .


• نجوم الفرقة تألقوا في الغناء والتمثيل والكورال متميز .

أوبرا عايدة

عرض أوبرا عايدة الذى أنتجته دار الأوبرا هذا الموسم يُعد خطوة هامة لفرقة أوبرا القاهرة لأنه يتم تقديمه برؤية جديدة بعد أكثر من عشر سنوات لم يشهد الجمهور فيها سوى إنتاج واحد .

العرض الجديد من إخراج هشام الطلى والذى بالرغم إننا شاهدنا إبداعه في أوبرتى "الناى السحرى" و"توسكا" وكان متفوقا وذات رؤية وفكر تصميمى خاص، إلا أنه في أوبرا "عايدة" أعيد إكتشافه مرة اخرى مع فريقه مصمم الإضاءة ياسر شعلان، ومصمم الديكور محمد عبد الرازق، لقد وصل الثلاثة إلى مرحلة من النضج تجعلهم يسيرون بخطى ثابتة إلى العالمية .

وأوبرا عايدة أحد أعمدة ريبرتوار فرقة أوبرا القاهرة ومن روائع الموسيقار الإيطالي جوزييي فيردي (1813-1901)، وإحدى علامات تطوره الفني فيها تجد كل إبتكارات "فيردي" التي أصبحت سمات خاصة لهذا الفن من جمال الألحان وقوة التعبير الدرامي وثراء الكتابة الأوركسترالية والإهتمام بالصوت البشري، كما أنها من حيث الصياغة المسرحية يمثل فيها التنوع فتجدها تتضمن الغناء من داخل المسرح والغناء الجماعي على المسرح والأغاني "الأريات" الفردية والثنائية والثلاثية الرائعة ورقصات البالية المختلفة، والأهم من كل ذلك التباين في الأداء والتلوين الصوتي المعبر درامياً كما أن من أسباب انتشارها عالمياً أنها عمل استعراضي يعطي فرصة كبيرة لفناني المسرح للتألق من حيث الإخراج والديكور والإضاءة ، ولهذا تبقي الموسيقى وتتنوع الرؤية في هذه المجالات .

أوبرا عايدة

لمحة تاريخية عن أوبرا عايدة

وعايدة أرتبطت بمصر منذ البداية حيث كتبت بتكليف من الخديوي إسماعيل وانتجت بأموال مصرية عن قصة "لأوجست مارييت، وكاميل دي لوكل"، وكتب نصها الشعرى "أنطونيو جيسلانزونى"، وقدمت لأول مرة في أوبرا القاهرة في 24 ديسمبر عام 1871، ومنذ ذلك الحين وعبارات الكورال التي تمجد مصر تتردد في كل مسارح العالم .

أوبرا عايدة تتكون من 4 فصول وهي قصة خيالية تدور أحداثها بأحد عصور التاريخ المصري القديم حول الأسيرة الحبشية "عايدة" التي يقع في هواها "رادميس" قائد الجيش والتي تغرم به "أمينريس" إبنة الملك وبعد عودته منتصراً يكافئه والدها بإعلان زواجه منها، ولكن ملك الحبشة "أمناصرو" والد عايدة الذي كان ضمن الأسرى يطلب منها أن تعرف منه أحد الأسرار الحربية وتنجح في ذلك بعد صراع بين الحب والواجب وتكتشف "أمينريس" ذلك وتعلنه للكهنة الذين يقررون محاكمة "رادميس" والحكم عليه بالدفن حياً، وتندم "أمينريس" وتسعى لإنقاذه بشرط نسيانه لعايدة ولكن "رادميس" يصر على الاستسلام للعقوبة ويفاجأ بعايدة داخل القبر الذي سوف يدفن لتموت معه في نهاية مأساوية .

ومن الناحية الاستعراضية كانت رؤية المخرج واضحة فى تركيزه على البعد الرمزى الموغل فى المصرية وكانت الأهرامات هى المعبر لديه عن الخلود وعن المجد المصرى، وأستطاع مع ديكور محمد عبد الرازق وإضاءة ياسر شعلان أن ينصهر الثلاثة فى بوتقة التعبير الجيد عن فكر تصميمى واحد يخدم الأحداث ويعبر عن رؤية المخرج الذى كان واضحا فهمه للموسيقى ودلالاتها التعبيرية، وأيضا الوعى الكامل لديه بكل المواقف الدرامية والذى انعكس على الحركة المسرحية والأداء التمثيلى لأبطال العمل وتجلى هذا واضحا فى مشاهد النصر ومحاولة إقناع عايدة بالتأثير على "رادميس" لخيانة بلده والمحاكمة فى المشهد الختامى، وأيضا فى احترامه للإفتتاحية الموسيقية وعدم انشغال المسرح بالرقص كما كان فى الإنتاج السابق، وقد كان هناك حرصا على أن تكون كل المفردات معبرة عن مصر القديمة ومبتكرة فى التناول من إكسسوار وأزياء وماكياج، نجد عايدة ليست السمراء ذات الشعر الأجعد والملابس التى تفتقر للجمال بل أميرة حبشية جميلة أيضا ملابس راقصات البالية معبرة عن الشخصييات .

أوبرا عايدة

وكل هذا جاء فى إطار من الحداثة حيث نجد ميلاً للتجريد وإعتماد كبير على المشاهد السينمائية المعبرة فى الخلفية، ورغم إن مصمم الإضاءة شعلان خبرته كبيرة فى عروض عايدة، إلا أن هذه المرة ظهرت كل موهبته ونضجة وحرفيته وساهمت ألوانه وطريقة الإسقاط الضوئي التى استعملها والألوان وتكوين الأشكال الهرمية بالضوء من تعميق الرمز وإعطاء ثراء بصرى للمسرح .

التنفيذ الموسيقى للعرض بقيادة المايسترو الإيطالى "كريستيان فارتيما" جاء جيدا إلى حد ما بالرغم من الأوركسترا كان معظمه من الدارسين بالكونسرفتوار، لأن عازفى أوركسترا الأوبرا تم الإستعانة بهم فى أحداث فنية أخرى ! .

ورغم هذا أستطاع المايسترو أن يحافظ على التعبير الدرامي الموسيقي بشكل معقول، وذلك منذ الإفتتاحية التي بناها "فيردي" على لحنين أساسيين يرمزان للصراع الدرامي في القصة، فهناك اللحن الذي يرمز لعايدة وبعد ذلك كان يعزف كلما ظهرت على المسرح وهو لحن رقيق تؤديه آلات «الكمان والفيولا»، أما اللحن الثاني صار غليظاً يعبر عن الكهنة وتؤديه آلات «التشيللو» ثم يتصاعد ليؤديه الأوركسترا بكامله .

أيضاً تفوق الأداء الموسيقي في التعبيرات الدرامية المضادة التي يميل بها العمل مثل أرية "امناصرو" في مشهد النصر بالفصل الثاني، وديالوج أمنيريس في الفصل الرابع، كما نجح في إظهار الملامح المصرية التي حرص عليها "فيردي" والتي أدتها آلات الهارب وبعض آلات النفخ .

أما نجوم الغناء فى العرض وخاصة المصريين فقد تفوقوا حيث أن كورال الأوبرا ومدربته "بسكال روزيه" فهموا العمل جيداً وأدوه بأمانة وجمال لا يقل عن السبرانو إيمان مصطفى التي تؤدي دور عايدة منذ ربع قرن والتى فهمت الشخصية وتفاصيلها وأدت دورها بتفوق فى التمثيل وفى الغناء سواء الأغانى الفردية أو الجماعية، وأيضا الباص رضا الوكيل في دور الكاهن رامفيس، وكل من الباريتون مصطفى محمد وعماد عادل فى دور أمناصرو، هذا الدور الصعب الذى يعبر فيه عن مشاعر متناقضة من الفخر والاستعطاف، وعبد الوهاب السيد وأسامة جمال في دور الملك، ووجولى فيظى وجيهان فايد فى دور امنيريس، والأثنتان تفوقتا فيه خاصة فى مشهد محاكمة رادميس ونقمتها على الآلهة، أو الصوت الرائع داليا فاروق وزميلتها رشا طلعت في دور كبيرة الكهنة الذى يصدر من داخل الكواليس، وإبراهيم ناجى وتامر توفيق وأسامة على فى دور الرسول .

أوبرا عايدة

كل هؤلاء لهم جميعا خبرة فى هذه الأدوار وسبق أن شاهدناهم، ولكن هنا لم يقتصر تفوقهم فى الغناء فقط وأداء الآريات بحرفية كبيرة، ولكن كان هناك تعبير تمثيلى متميز يعود لإهتمام المخرج بتعميق الأداء الحركى والذى ينعكس على الصوت .

شارك فى العرض أربعة نجوم أجانب ساهموا بدون شك فى ثرائه خاصة السبرانو «ايلينا براموفا» التى تبادلت دور عايدة أما رادميس تم الإستعانة بأثنين هما كلاً من "التينورداريو فيترى، وانريكى فيرير"، وفى دور رامفيس جراتسيانو دالافالى الذى تبادل الدور مع رضا الوكيل .

رقصات البالية من تصميم أرمينيا كامل عبرت تماماً عن المشاهد وتفوقت الباليرينا سحر حلمى فى أداء رقصة كاهنة المعبد .

من ميزات العرض أيضا تحريك المجموعات على المسرح بدقة وسلاسة وجمال فى الحركة .

وأخيرا العمل يتم تقديمه بصورة راقية وعلى درجة عالية من الإحتراف، وبقى أن تسعى دار الأوبرا لتسويقه عالميا .

أوبرا عايدة مؤسسة الإبداع الإعلامي

أوبرا عايدة مؤسسة الإبداع الإعلامي

يستقبل الموقع كافة المقالات من المتخصصين فى كافة اوجه ومجالات التنمية أرسل مقالك

شارك مع اصدقائك


شارك بتعليقك
اقرأ ايضا
فيديو المؤسسة
المزيد
مقالات
المزيد
Image
  • القاهرة - مصر
  • Image%
  • Image

اليوم

  • Image
    ° العظمى
  • Image
    ° الصغرى

غداَ

  • Image
    ° العظمى
  • Image
    ° الصغرى