تعرف على الحقائق التاريخية عن الباب الخلفي للكعبه المُشرفة والتي كشفت عنه الرياح
ما بين "عبد الله بن الزبير، والحجاج بن يوسف"، العاصفة الهوائية تكشف سر باب الكعبة المغلق وهذا ما قاله النبي والخلفاء الأمويين عنه.
حيث اشتدت الرياح، مساء أمس الأحد، لتكشفت أحد أسرار الكعبة، الذي يتوارى تحت ثوبها الأسود المُذهب، فما هو ذلك السر والحقائق التاريخية التي ربما لا يعلمها كثير من المُسلمين.
وكان قد ظهر في أحد جدران الكعبة المشرفة، بعد أن تطاير ثوبها الأسود بفعل الرياح، باب قد تم إغلاقه بشكل دائم من خلال بناء جدار مكانه، لتبقى آثار ذلك الباب شاهدة عليه، فما حكاية هذا الباب؟.
قال عضو الجمعية التاريخية السعودية، عادل خمسان الحربي لصحيفة "سبق" السعودية، إن هذا هو "الباب الثاني الذي بناه عبد الله بن الزبير، عندما أعاد بناء الكعبة بعد مبايعته في مكة عام 64 من الهجرة".
بعد 82 سنة من بناء قريش للكعبة، أراد إبن الزبير أن يعيد بناءها بسبب ما لحق بها من أضرار واحتراقها، فجعل لها بابا آخر في ظهرها، لأن خالته السيدة عائشة نقلت عن زوجها النبي محمد، أن الكعبة أصلا كان لها بابان، باب شرقي وآخر غربي، عندما بناها النبي إبراهيم، ولكن قبيلة قريش سدت أحدهما.
#مكه_الان
— بن بركه (@nai_est) August 19, 2018
هذه الصورة تظهر باب الكعبة الغربي المغلق الذي لا يعرفه الكثير من المسلمين، وهو بناء ابراهيم عليه السلام .
اغلقته قريش عندما بنت الكعبة
واعاده بناؤها عبدالله بن الزبير رضي الله عنه.
لاحتراقها في حصار الامويين.
لكن الحجاج اغلق الباب بعد ان استأذن عبدالملك بن مروان. pic.twitter.com/IWWACsuyNV
وقال النبي محمد (ص) حينها لزوجته عائشة رضي الله عنها: "ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا، ولولا أن قومك حديث عهدهم في الجاهلية، فأخاف أن تنكر قلوبهم، لنظرت أن أُدخل الجدر في البيت، وأن ألزق بابه بالأرض، وجعلت له بابين، بابا شرقيا وبابا غربيا، فبلغت به أساس إبراهيم".
ولكن الأمويين استعادوا حكم مكة في عام 73 من الهجرة، على يد قائد الجيوش الأموية الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي أعاد بناء الكعبة إلى ما كان عليه، فسد الباب الثاني الذي فتحه عبد الله بن الزبير، وبقيت الكعبة على هذا البناء وبقي أثر الباب الغربي، بحسب ما يقوله الباحث السعودي.
حقائق تاريخية حول سر الباب المُغلق للكعبه المُشرفة
لقد أظهرت الرياح التي حركت ستار الكعبة مساء أمس الباب الداخلي الذي بناه عبدالله بن الزبير قبل أن يغلقه الحجاج بن يوسف الثقفي بعد أن استعاد الأمويون الحكم على مكة .
إبراهيم عليه السلام
وقال منصور الدعجاني الباحث في التاريخ المكي أنه عندما بنى إبراهيم عليه السلام الكعبة المشرّفة جعل لها بابين "بابًا شرقيًّا وبابًا غربيًّا"، كما جاء في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا أنَّ قومَكِ حديثُ عهدٍ بجاهليةٍ، لأَمَرْتُ بالبيتِ فهُدِمَ، فأدخلتُ فيهِ ما أُخْرِجَ منهُ، وألزقتُهُ بالأرضِ، وجعلتُ لهُ بابيْنِ بابًا شرقيًّا وبابًا غربيًّا، فبلغتُ بهِ أساسَ إبراهيمَ".
قريش
وتابع "لما بنت قريشًا الكعبة قصرت عليهم النفقة فاستقصروا الكعبة عن بناء إبراهيم عليه السلام فتركوا من الحِجر ست أذرع وشبرًا وجعلوا لها بابًا واحدًا شرقيًا مرتفعًا عن الأرض، كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سألتُ رسولَ اللهِ ﷺ، عن الجدر؟ أمنَ البيتِ هو؟ قال ” نعم ” قلتُ: فلم لم يُدخلوهُ في البيتِ؟ قال ” إنَّ قومكَ قصرت بهم النفقةُ قلتُ: فما شأنُ بابِه مرتفعًا؟ قال: فعل ذلك قومك ليُدخلوا من شاؤوا ويَمنعوا من شاؤوا، ولولا أنَّ قومك حديثُ عهدهم في الجاهليةِ، فأخافُ أن تُنْكِرَ قلوبهم، لنظرتُ أن أُدْخِلَ الجَدْرَ في البيتِ، وأن ألزِقَ بابَه بالأرضِ.
عبدالله بن الزبير
وأضاف: عندما بُويع عبدالله بن الزبير في مكة عام ٦٤هـ، أعاد بناء الكعبة استناداً على ما سمعه من خالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث أعاد بناء الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام وذلك بعد 82 سنة من بناء قريش للكعبة المشرفة بسبب ما لحق بها من أضرار واحتراقها في سنة 64هـ، وجعل لها بابًا آخر في ظهرها في الجهة الغربية، وجعل بابيها لاصقين بالأرض وزاد في طولها تسع أذرع.
الحجاج بن يوسف الثقفي
وتابع: لما قُتل ابن الزبير كتب الحجّاج بن يوسف الثقفي إلى عبدالملك بن مروان: أن ابن الزبير قد زاد في بيت الله ما ليس منه وأحدث فيه بابًا آخر، فكتب يستأذنه في رد البيت إلى ما كان عليه في الجاهلية؛ فكتب إليه عبدالملك بن مروان: أن سدَّ بابها الغربي الذي فتحه ابن الزبير واهدم ما زاد فيها من الحِجر.
وهدم الحجّاج منها 6 أذرع وشبرًا مما يلي الحِجر وبناها على أساس قريش الذي كانت استقصرت عليه، وسدَّ الباب الذي في ظهرها وترك سائرها لم يحرك منها شيئًا.
زمن الدولة العثمانية
وأردف "بقيت الكعبة على هذا البناء وبقي أثر الباب الغربي، حتى أعيد بناؤها في زمن الدولة العثمانية في عهد السلطان مراد الرابع سنة ١٠٤٠هـ، وذلك بعد أن تسبب السيل الذي وقع بمكة في شعبان سنة ١٠٣٩هـ، بسقوط الجدار الشامي من الكعبة وبعض الجدارين الشرقي والغربي، فأعيد بناؤها على ما كانت عليه في آخر بناء لها في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان".