زيزي ضاهر تكتب: أبحث عنكِ في حكايا الزمن
قـلبي هناك يطوف
في آلهة المعابد يجُول
يسأل مصر عن حق الرجوع
عن جندي يُغتال باسم الإنسان
عن سلام مفقود ما بين العصور
عن حُزن سكن في الضلوع
عن قلبي الجائع للنهار
يبكي حرقة الدمار
أُبحر ومركب النيل حزين
يشكو الزمان وغدر المكان
وأبو الهول واقف كالجلمود
ينتظر كليوباترا من الموت أن تعود
ونفرتيتي هناك يسكنها الخلود
تشكو غربتها والوجود
وإلى زمن قد تاه عني
حـزمت أمـتعتي لأعود
فقلبي هناك يرتقب الرجـوع
يسافر في القرون وحيداً
وينتشي رائحة التاريخ
يحلُم معها بغضبة المطر
يا أُمّ الدنيا هل سكنك الخطر
والعروبة تنام ونحن نُغتصب
قد مشت القرون إليكِ مشيَ النيام
وقومنا نيام في العراء
وحين انتفضوا
لـم تـرتفع كف لـصفعة اللئام
لم ينطق أحد فيهم بالحق والسلام
ودون شحذ السيف على الطغيان
أمعنوا قتلاً بجندنا يذبحوه
باسم الدين أفتوا بالجهاد
والقدس مصلوب تنعي السلام
ونام الخوف في معطف الأزل
يغل في الضلوع كأنهُر السقمْ
لوصلك أبحرت في كل زمن
خاطرت بالعمر وخضت الصعاب
أوَ تدرين يا مصر أنكِ تسكنين القمر
وآيزيس القصيدة تهيم في الهرم
تبحث عنكِ في حكايا الزمن
تصرخ كأبو الهول حذاري والغضب
فإن لم تسمعـي ندائي والألم
لا فرق بعدها لوداعي
وحين يأتي الرحيل
أُنثريني رماداً
على نيلك الصامت
سيزهر يوماً رمادي حبراً
يرويكِ قصيدة من وجع
وأنتظر عودتي
على شطك الأزل
فتأخذني إليك
ابتهالات عشقي
وترمي بي تعبة
في جوف قدر
ينام لاهياً
خلف حدود الشمس