فيروز نبيل تكتب: تيك آواى يا حب
منذ ما يقرب من ١٠ سنوات تقريباً، ظهر نظام الآندرويد وما يحويه من تطبيقات التواصل الإجتماعى "كالفيسبوك، وماسنجر، وواتس آب، وتويتر، وانستجرام.... الخ".
وقد أصبحت هذه التطبيقات هى المصدر الأساسى للأسف للتواصل بين البشر، وظهر ما يسمى بالحب الإلكتروني، وبدأت المشاعر الإلكترونيه تنمو وتترعرع، في حين بدآت الرومانسية الحقيقية تقل بل تندثر، فأصبحنا نرى التعبير عن الإعجاب يتم من خلال "لايك أو تعليق لطيف".
وأصبح التعبير عن الحب والمشاعر يتم من خلال «الماسنجر، أو الواتس آب»، سواء بإرسال الايموشن أو الكروت المليئة بعبارات الحب والغرام، وأصبح الإنفصال يتم من خلال البلوك.
وأقرب الأمثله علي ذلك إحتفالنا «بعيد الحب»، الذى يفترض أن يتبادل فيه الأحباء والعشاق الورود والدباديب الحمراء الجميلة، ومعها كانت تتدفق عبارات وكلمات الحب الساحرة، لنترك كل ذلك ونبدأ الإحتفال بعيد الحب من خلال مواقع التواصل الإجتماعى، فأصبح مظهرة مجرد «ايموشن ورد أو قلب، أو مجرد صورة قلب أو دبدوب».
ودعونا نقول إن مظاهر الحب بكل مكان من حولنا، ولكن للأسف لم نجد المشاعر الحقيقية للحب، ليفرغ الحب من مضمونه الحقيقي، وأصبحنا كأننا نقوم بعمل مسرحيه هزليه بطلها «الحب التيك آواى».
في الماضى لم يكن هناك عيد للحب ولا دباديب حمراء، ولكن كنا نرى الحب الحقيقي فى كل مكان، وفى وجوه وعيون البشر، كان الحب أفعال لا أقوال، كنا نرى مفهوم الإيثار بالحب، كنا نرى الحب المنزه عن أي أغراض أو مصالح.
وهو الحب الذي يتحدى الصعاب والعقبات ويستمر للأبد، والحب لم يكن مقصوراً فقط على حب الحبيب للحبيبة، بل كنا نرى الحب بمفهومة الأوسع، وبجميع أشكاله كـ "حب العائلة، و الأصدقاء والجيران"، كان يوجد دفئ ومشاعر حقيقيه بين البشر، كان يوجد تواصل فعلى بينهم، لكن الأن يؤسفنى أن أقول إننا أصبحنا فى زمن عولمة الحب، أي حب بلا لون ولا مضمون، وهذا هو السبب الرئيسي لفقدان الدنيا لبهجتها ولبريقها، أصبحنا نسمع كثيراً جملة «الدنيا لم يعد لها طعم».
لذلك رجاءاً عودوا لجوهر الحب الحقيقي، وابتعدوا قليلاً عن العالم الإفتراضى للحب، وعبروا عن مشاعركم بصدق وبمواجهة من تحبون، وتذكروا دائما أن الحب «أفعال لا أقوال».
دمتم في حالة حب حقيقي ...