أردوغان يحذر شركات النفط من التنقيب عن الغاز بالمتوسط .. ومصر ترد ضمنياً بإطلاق 4 صواريخ «أرض - بحر»
حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، شركات النفط والغاز الأجنبية من "تخطي الحدود" في البحر المتوسط واستكشاف الحقول في مياه متنازع عليها بين تركيا وقبرص.
وتطرق إلى موضوع اعتراض سفن حربية تركية سفينة تابعة لشركة "Eni" الإيطالية كانت تستكشف حقول غاز قبالة سواحل قبرص.
وقال أردوغان، في كلمة ألقاها أمام الكتلة النيابية لـ "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا :
"لا تظنوا أننا تجاهلنا المحاولات الانتهازية للتنقيب عن الغاز الطبيعي في مياه قبرص وسواحل بحر إيجه".
وأضاف أردوغان: "نحذر من يتجاوز حدوده في بحر إيجة وقبرص، ويقوم بحسابات خاطئة مستغلين تركيزنا على التطورات عند حدودنا الجنوبية".
ونصح الشركات الأجنبية التي تقوم بفعاليات التنقيب قبالة سواحل قبرص بأن لا تكون أداة في أعمال تتجاوز حدودها وقوتها من خلال ثقتها بالجانب القبرصي اليوناني.
وشبه أردوغان رد فعل تركيا حول هذه المسألة بعملياتها العسكرية في شمال سوريا، حيث تعتبر أنقرة أنها تخوض معركة ضد جماعات إرهابية.
وقال اردوغان: "كما هو الحال عند حدودنا الجنوبية مع عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، نحن ندمر من يقوم بحسابات خاطئة".
فيما جاء الرد المصري سريعاً وعملياً، حيث حذرت مصر «ضمنياً» كلاً من تسول نفسه، الإقتراب من المياة الإقتصادية التابعة لها بشرق المتوسط والتي تنتظر المزيد من الإكتشافات الخاصة بالغاز الطبيعي بعد حقل «ظهر»، وذلك من خلال إطلاق مصر 4 صواريخ «أرض - بحر وسطح - بحر».
وجاء إطلاق الصواريخ بالتزامن مع العملية العسكرية الشاملة بسيناء 2018، حيث نفذت القوات البحرية عدداً من الأنشطة التدريبية البارزة بمسرح عمليات البحر المتوسط بإطلاق عدد 4 "صاروخ أرض بحر وسطح بحر"، وذلك فى إطار التدريب على التعامل مع كافة التهديدات والعدائيات للمياة الإقليمية المصرية، فيما واصلت القوات الجوية بالتعاون مع التشكيلات التعبوية وعناصر حرس الحدود فى فرض السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية فى الإتجاهين الغربى والجنوبى.
فيما أتهمت قبرص الأحد الماضي القوات البحرية التركية بمنع سفينة تابعة لشركة "Eni" الإيطالية من الوصول إلى مياه في البحر الأبيض المتوسط للتنقيب بحقل غاز في منطقة متنازع عليها بين نيكوسيا وأنقرة.
وأعلنت شركة "Eni" لوكالة الأنباء القبرصية أن سفينتها أمرت بالتوقف من قبل بوارج تركية، في حادث وقع الجمعة، بحجة وجود "نشاطات عسكرية في المنطقة المقصودة"، وذلك بعد إبحارها للبدء باستكشاف البلوك 3 من المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية.
وبدوره، أعلن الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس على خلفية الحادث أن قبرص تتخذ "الخطوات اللازمة" تجاه الأمر، مضيفا أن تصرفات السلطات القبرصية تعكس ضرورة تفادي أي شيء يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الموقف دون التغاضي بالطبع عن انتهاك تركيا للقانون الدولي.
ويشكل الخلاف بين تركيا وقبرص حول الموارد الطبيعية في البحر المتوسط عاملا آخر يزيد في تعقيد الجهود لإعادة توحيد الجزيرة بعد انهيار المفاوضات الأخيرة التي أجريت العام الماضي لحل النزاع المستمر منذ 44 عاما.
وتتنازع قبرص مع تركيا حول حقوق إستثمار مخزونات الغاز في شرق المتوسط.