الإبداع الإعلامي تنعي ببالغ الحزن وفاة الشاعر الكبير الأستاذ طاهر العتباني
تتقدم مؤسسة الإبداع الإعلامي وتنمية المجتمع، بخالص التعازي القلبية والمواساة في وفاة الشاعر والاديب الكبير الاستاذ / طاهر محمد العتبانى .
ولد الفقيد بالمنصورة ببلدة رأس الخليج
وهى البلدة التى أنجبت العديد من أعلام ابرزهم الدكتور/ ابراهيم ابو النجا مؤسس جامعة المنصورة وأول عميد لكلية الطب بها .
ويعد الراحل الأستاذ / طاهر العتبانى من أعلام الشعر الاسلامى .
حيث ولد عام 1962 في رأس الخليج - شربين - دقهلية. وحصل على الشهادة الابتدائية 1974, والإعدادية 1977, والثانوية العامة - القسم العلمي ـ شعبة الرياضيات 1980,
ثم حصل بكالوريوس العلوم والتربية - قسم الرياضيات - جامعة المنصورة 1984.
كما عمل مدرساً للرياضيات بمصر, ثم باليمن وجيبوتي.
وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
بدأ محاولته الشعرية وهو في المرحلة الإعدادية, وأنهى المرحلة الثانوية وقد كتب نحواً من عشرين قصيدة, وما انتهت المرحلة الجامعية إلا وقد قرأ العشرات من دواوين الشعر العربي قديمه وحديثه
, ويزيد إنتاجه الشعري الآن على ثلاثمائة قصيدة نشر منها نحو من عشرين قصيدة في الصحف والمجلات المصرية والعربية.
دواوينه: الجواد المهاجر - الطريق إلى روما. مؤلفاته: له عدد من الدراسات والأبحاث منها دراسته المطولة عن شعر أمل دنقل, ودراسته عن شعر أحمد سويلم.
كما حصل على جائزة هيئة الإذاعة البريطانية وجائزة نادي الطائف وجائزة البردة عام ٢٠١٢ من امارة ابو ظبي بعد فوزة بقصيدة الرحمة المهداة وتم تكريمة ولى عهد امارة ابو ظبي . ويمتلك الراحل تراثا كبيرا في الشعر والادب .
قال عنة الشاعر الكبير / فاروق شوشة .
" ليس فى شعر طاهر العتبانى كليشيهات محفوظة ولا شىء من أنتاج الدلالة عند غيرة لا السابقين ولا اللاحقين "
كما قال عنة الناقد الكبير / محمد ابراهيم ابو سنة.
" تتميز القصيدة عند طاهر العتبانى بالتراسل الحميم مع التراث وبها قدر هائل من البراءة وتجمع بين الغنائية والحس الدرامى "
من اشعارة :-
رسائل إلى أبي الهـول
(1)
حطم الآن صمتك , إن الزمان استدار
حطم الآن صمتك , إن الشموخ الذي تدعيه
انكسار
حطم الآن صمتك . إن الإباء الذي..
بين عينيك يسكن, قد آن أن يتخطى المدار
حطم الآن صمتك , واخلع رداء الحجر
آن أن تنفجر
آن أن تبدأ الآن زحفك , لا تنتظر
فالنهار البعيد الذي في رؤاك يحدّق
قد مله الانتظار
حطم الآن صمتك,
زحف السنين يدوّي
وخيل الزمان الجريئة لا تنحني..
لقيود المسار
ثم هاأنت تقبع - متكئا - في الرمال,
فهل أنت أدمنت هذا الحصار
حطم الآن صمتك,
-هذاالذي طال فينا -
فها إننا نشتهي..
نشتهي
نشتهي الانفجار.
وهو القائل ايضا
شعراء رأس الخليج
الشاعر الكبير أ/ طاهر العتبانى
وقصيدتة الشهيرة( كنت و"ليلى" طفلين )
القصيدة فازت في مسابقة الشعر التي أقامتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC كأحسن قصيدة شاركت في المسابقة عام 1993م
---------------------------------------------------------------------------
كنت و"ليلى" طفلين
كنت و"ليلى" طفلين
نغني للأشجار
نقطف من بستان الصبح
الأزهار
تملؤنا النشوة ،
نضحك للريح
ونعدو خلف الأقمار
كنت و"ليلى" طفلين
وكان لنا شجر التوت
وكان لقريتنا نهر من أسرار
كنت و"ليلى "طفلين
وكان الصبية من حولينا
حين نغني
حين نقص عليهم :
أن النهر يكلمنا
أن مراكبه تعرفنا
أن فراش الحقل يداعبنا
أن السنبل يضحك في كفينا
لايدرون بما نحكي
لايدرون بأنا نبكي
كل الأشياء
*
كنت و"ليلى" طفلين
وكنت أعود مساءً للدار
فتنهرني أمي :
- أنت صغير ياولدي
لاتتأخر بعد غروب الشمس
عن البيت
= يا أمي لست صغيرا
فأنا أتعلم من ليلاي كثيرا
- من "ليلى" ياولدي ؟
=" ليلى" ياأمي في كل الأشياء
حينا تجلس في قرص الشمس
إذا جاء المغرب
حينا أبصرها في السحب
وحينا فوق العشب
وحينا تقفز من بين ضلوعي
تتسرب بين سنابل قمح الحقل
فأجري كي أمسكها
لكن" ليلى" تهرب يا أماه فأغضب
- مجنون ياولدي أنت ؟
= أقسم أني أبصرها كل مساء
وأسميها بجميع الأسماء
وأجالسها عند النهر
تحدثني :
أن الموج يخبئ لؤلؤة في قاع النهر
وأن القمر إذا جاء الليل
سينزل في قلب النهر
ليسرق هذي اللؤلؤة البيضاء
- اسكت ياولدي اسكت
لاتحك لإخوتك
ولاتحك لصبيان القرية
سيقولون : جننت
وأنك تهذي
ويزفونك بين بيوت القرية :
يامجنون
يامجنون
...........
كانت أمي تنهرني
بينا" ليلى" في عينيها
تبسم لي
تغمرني عطفا
تسقيني دفئا وغناء
*
كنت و"ليلى" طفلين
وكانت "ليلى" عمري
سفري
قدري
زهرة فل تسكن فيّ
وتطلع في كل ربيع
كل خريف
كل شتاء
فأراها في وقع المطر
أراها في ضوء القمر
أراها في ورق الشجر
أراها في تغريدة عصفور السحر
تخاطب كل الأنحاء
وأراها في حبات التوت
إذ تسّاقط حين أهز الجذع
وأنظرها ضاحكة للقائي
ينهمر الشوق المكبوت
*
كانت "ليلى" حين كبرت
وصرت أروح إلى المدرسة
تروح معي
وتعود معي
كنت أخاف عليها من نفسي
من شقوة أطفال الفصل
كنت أخبئها في أضلاعي
وأتابع ما يحكي الأستاذ
أنظر في كراس الإنشاء
ألمح" ليلى" تكتب معي الدرس
تحدثني عن أشياء
وعن أشياء
يسألني الأستاذ
فأسمع في نبرته "ليلى "
فأجاوبه دون عناء
*
كنت و"ليلى" طفلين
وكانت حين تكلمني
تطلع من شفتيها زهرة
ينبت في عينيها حقل ورود
وسنا بل قمح مخضرة
تنبثق الزهرة في شفتيها
تكبر....... تكبر
تغمر وجهي
تغمر قلبي
تغمرني
أجلس في قلب الزهرة
فيحاورني العطر ويحكي لي سره
يسكبني في كل الدنيا
أصبح أنغاما ..... أنساما حرة
فأعلق من قطرات العطر
بكل مكان قطرة
وأرى الكون ربيعا
والأيام عبيرا
و الناس زهورا
تمشي في الطرقات
كأن بكل مكان زهرة
......
كنت و"ليلى" طفلين
وكنت و"ليلى" حلمين
وكنت و"ليلى" سنبلتين
وسوسنتين
وكونا من موسيقى ومسرة
*
كانت تجلس في قلبي دوما
فيصير نشيدا من ألق وصفاء
ووجودا حرا ورياضا شجراء
تكسوها سرا
أشربه صبح مساء
سرا يبدأ من كل الأشياء
ويرحل في كل الأشياء
وأنا أرحل في السر
وترحل "ليلى "
أكبر ....تكبر ...
أحلم .....تحلم ...
أغضب ....تغضب ...
أبكي.... تبكي ...
أهزم .....
لكن "ليلى" ماهزمت فيّ
كانت أعظم
كانت تلقاني منكسر السيف
فتعطيني سيفا أقوم
كانت تلقاني مغبرّ القلب
فتعطيني قلبا يرحم
كانت تلقاني جهم الوجه
فتعطيني وجها يبسم
...........
ظلت" ليلى" تكبر ....تكبر
صارت" ليلى"
في حجم الوطن الأكبر
وستغدو" ليلى" يوما
في حجم الكرة الأرضية
في حجم جحيم الزمن المعتم
لقي ربه في يوم الخميس الموافق 8/2/2018. وشيع جثمانة الطاهر في جنازة مهيبة بمسقط رأسة رأس الخليج .
جزء من مساهمات الراحل الاستاذ .طاهر العتبانى علي شبكة الألوكة أ. طاهر العتباني