التحرش هل وصل لمستوى الظاهرة المجتمعية؟.
يؤسفني أن أناقش أمر قد وصل لحد الظاهرة في المجتمع، فهى ظاهرة تؤرق نصف المجتمع وهي «التحرش»، تلك الممارسات المسببة لأرق لكل من لديه أخلاق ويهمه أمر بلاده، فالتحرش هو ذلك الوحش الذي يهدد توازن مجتمعنا وثوابته.
فالتحرش هو إيذاء يتعرض إليه النساء بل وامتد للأطفال، ليصبحوا الاطفال أيضاً هدف له بكل انواع وأشكال التحرش سواء كان لفظي أو غيره.
فكل انواعه مهينه وجارحه حتي لو كان لفظي فهو خدش لحياء وجرح لانوثه المرأه.
وعلينا طرح كل ما يواجهنا من مشكلات لعلنا في آخر المطاف نصل لحل ما ونستعيد اداميتنا التي سلبت منا جراء هذه الأفعال المشينه.
فالتحرش جريمه علينا جميعاً التصدي لها ومواجهة أفكارها وآثارها السلبية.
فكثير من الناس تعتقد أعتقاد خاطئ بأن دائماً المسئوليه تقع علي عاتق الفتاه وهذه أحدي الثقافات الشرقيه الخاطئه فكثير من الناس تفضل أن تهان المرأة، وتتعرض لجميع أنواع التحرش وتصمت علي أن تتكلم فتخسر احترامهم، ولكن هذا تفكير خاطئ ولا يجب أن نكون مثل النعام فندفن روؤسنا في الرمال وننكر مشكله من أصعب وأخطر ما يكون.
وابداً لم يكن للبس المرأة سبب في ذلك، ففي جيل الثامنينات والسبعينات فيما قبلهم كانوا النساء يتمتعون بكامل حريتهم فكان للمرأه مساحه كبيره من الحريه، وكان للرجال نصيب أكبر من الإحترام، فذلك المجتمع الذي عليه ان يمثل درعآ واقعيآ وحمايه لها ليصونها من مثل هذه الاعتدءات، فهذه المرأة قد تكون أمك أو أختك أو زوجتك وربما بنتك، فلما نجبرها علي الصمت وضياع حقيها وزيادة أعداد المتحرشين الذين ضمنوا أن ليس هناك مشكله من هذه الأمور.
وبعضهم يتخذ منها حق مكتسب تحت حجة «هي بتلبس كدا عشان عاوزه تتعاكس»، وكثير من هذا القبيل الذي يجعله يتيح لنفسه فعل هذه الأمور الغير أخلاقية.
وما وصلنا إليه الآن ليس إلا اختلاف ثقافات وأفكار واختلاف أجيال، ولكن علينا إعادة بناء ما تم إنهيارة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذة، فلم تكن الأخلاق ابداً حكراً علي عصرآ أو زمانآ واحد، فالأخلاق واحدة وثابته صالبه لا تتغير بل نحن من نتغير، فهناك كارثه حقا تكاد تكون هي أساس كل ما نحن فيه من ازامات وانحلال بين صفوف بعض من شبابنا وبناتنا، فهي مشكله قد تبني أيضا ً منذ الصغر، فعلينا أن نربي ونوجه أولادنا علي أن هناك يوم سياتي ويحاسبون فيه أمام الله لا فرق بين رجل وامرأة أمام الله الكل متساوي.
فعليهم حفظ هذه القيم جيداً لأن أغلب هذه الأعمال تقام تحت مقوله «أنا راجل والراجل لا يعينه شئ»، ولكن الرجل هو من يصون ويستر ولا يهتك عرض أو يسلب احدآ كرامته فالرجل هو من يتمتع بكامل احترامه لذاته ولمن حوله وعلينا معاقبه ذلك المتحرش الغير ادامي فمن أمن العقوبه أساء الأدب، فهو شخص تخلي عن قيم الأخلاق وتغاضي أيضاً عن خوفه من الله ونسي إن له أم وأخت وقد يكون لديه زوجه أو أبنه، فعليه مراعاه الله فيهم لأن "كل سقي سيسقي بما سقي به غيره"، وعليه أن يصلح من أمره فهذا الشخص إذا أنجب لنا اطفال كيف وعلي اي حال سيكونوا في المستقبل هل سينجب شباب من هذا القبيل يتحلون بابشع صفاته لا يفرقون شئ عن الحيوانات التي كرمنا الله ورفعنا عنها؟، ونحن ننزل بأنفسنا إليهم كأننا نحسدهم علي ما هم عليه من إنعدام العقل، ولكن الحيوان أيضاً يتمتع بعاطفه ورحمه قد تبلغ في بعد الأوقات عاطفه الإنسان.
أم سينجب لنا بنات فهل وقتها سيتحمل أن ترد له أخلاقه السابقه فيهم هل سيتحمل أن يأتي شخص آخر ويستحل ما ليس له ويستحل عرضه ويكمل مابدءه، ووقتها سيكون أمام عينه كل أب واخ وزوج وأبن كان سبب في جرحهم واهانتهم باستحلال عرضه، حتي ولو كان بمجرد كلمه لا يلقي لها بالآ، فعلينا أن نقف إلي جانب بعضنا البعض لكي نستعيد كل الصفات الحسنه التي كانت ولازالت تتأصل في مجتمعنا فلنفيق جميعاً، فكلاً منا عليه مسئوليه، فالأباء والأمهات عليهم تحصين أبنائهم وبناتهم وتوعيتهم بما يجب ويتمضن معاير الأخلاق، والمرأه عليها عدم الصمت أمام أي متحرش تسول له نفسه أن يتطاول عليها، وعلي المجتمع مساندتها، وعلي كل مدرس ومدرسة توعية طلابهم بخطر هذه القنبلة الموقوته التي قد تدمر كل ما أملنا في زراعته بداخل أبنائنا، وهدم ما ظللنا نحلم ببنائه.
وختاماً لكلامي أحب أن أذكركم إن إنما الأمم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
أتمني ان لا نضيع بضياع أخلاقنا، فلا حياه بلا أخلاق، ولا عمار بلا أخلاق، ولا تقدم وإزدهار بلا أخلاق، فلنفيق لعلنا نستعيد مجدنا ليخرج منا علماء وزعماء ورجال ونساء كنا ولازلنا نقتدي بهم أتمني وليس علي الله ببعيد.