مروة ماهر تكتب: لهيب الإنتقام.


كعادتي أستيقظ من النوم مبكراً، أذهب إلي الركض قليلاً قبل ذهابي إلي العمل، وعند إنتهائي من الركض، أذهب للمنزل لأحضر وجبة الإفطار إلي كلبي «ماكس».
ثم أذهب لعملي وعند عودتي كعادتي أذهب لأحضر وجبه الطعام «لي أنا وإلي ماكس»، ثم أذهب لغرفتي بالأعلي لأستريح من تعب العمل "معظم وقتي أقضيه بغرفتي".
وفي أحد الأيام وعند عودتي من العمل كنت مرهقه للغايه من العمل، فذهبت مباشرة للنوم وبرغم كل إرهاقي وتعبي هذا أستيقظت في الثانيه عشر بعد منتصف الليل علي صوت «ماكس»، سمعت صوته وكأنه مختنق علي غير عادته، ومع كل خطوة كنت أخطيها خارج الغرفه كان يزيد نباح «ماكس» وكأن هناك شي يخنقه، ومع تقدم خطواتي للأسفل كنت أشتم رائحه غاز، وكانت الرائحة منتشره في كل مكان لدرجة إني كادت تضيق أنفاسي وأختنق منها.
حاولت معرفه مصدر الغاز حتي وصلت المطبخ وجدت أنبوبه الغاز مفتوحه، ذهبت مسرعة لإغلاقها قبل إن أختنق، وكنت أتساءل كيف فتحت؟! فلا يوجد أحد غير أنا و«وماكس» ؟!!.
والتعب قد سيطر علي ولم أتساءل كثيراً وأكترث للأمر فذهبت لإكمال نومي مباشرة.
وفي صباح اليوم الثاني كعادتي أستيقظت مبكراً لإتمام طقوس يومي المعتادة وقررت إن أستريح في غرفتي ذلك اليوم وأنام، فأنه يوم عطلتي فليس لي ملجأ غيرها.
وفي الأمس قررت تغيير قراري، فقررت الخروج والتنزه قليلاً في شوارع المدينه «أنا وماكس»، وعند عودتي للمنزل بعد بضعه ساعات، وجدت سياره أطفاء أمام منزلي تطفئ النيران المشتعله في كل ركن من أركان منزلي، تسارعت خطواتي وأنا في حالة من الصدمه والزهول وأتسأل كيف هذا؟!. كيف؟!! ... أنا لم أترك إي شي مشتعل كيف؟!! ... أنا واثقه من ذلك؟!!.
وبعد أن أستيقظت من تلك الصدمه أخرجت هاتفي وأتصلت بصديقتي الوحيده "انجيلي" ليس لدي أصدقاء غيرها هي و"جوليا"، والتي تركتنا من فتره ولم نعرف عنها شي غير إنها تركت لنا ورقه تخبرنا فيها بأنها ذاهبة خارج المدينة ولن تعود الآن.
فلم يمضي الكثير من الوقت إلا وقد وصلت "انجيلي"، وعندما شاهدت الدخان المتصاعد من كل ناحيه وركن من المنزل، ظهر علي ملامح وجهها الصدمه والفزع، عرضت عليها أن أقيم بمنزلها لفتره حتي أعيد ترميم منزلي من جديد ورحبت جداً بالفكرهً وفرحت كثيراً.
وبمجرد وصولنا إلي منزلها ذهبنا مباشرة للنوم من كثره التعب، وفي صباح اليوم الثاني أخبرتني "أنجيلي"، إنها ذاهبه لعملها وأنا قررت البقاء ليومين في المنزل حتي أستريح قليلا، وبعد ذهابها ذهبت لأحضر قهوتي الصباحية، فلم يكن أحد بالمنزل غيري أنا وكلبي «ماكس» وقطه أنجيلي «براكسي»، لأن "أنجيلي" تعيش وحيده منذ وفاهً زوجها، الذي أثر حادث سيارة.
فكنا ذاهبين انا وأنجيلي وزوجها وصديقتنا جوليا ذهبنا نحن الأربعة لعطله نهايه الأسبوع للتخيم في أحد غابات المدينه، وكنت أقود أنا السياره وبجانبي صديقتنا جوليا وبالخلف أنجيلي وزوجها "أرثر" وحدثت مشاده كلاميه وشجار بيني أنا وجوليا، وعندما تمادي الشجار فقدت السيطره علي السياره وصدمتنا سياره من الخلف أصيبت "أنجيلي" وتوفي زوجها "أرثر" وهو يحاول الدفاع وصد الصدمات عنها، وتعبت "أنجيلي" كثيراً، حتي أعتادت فراقه فكانت تعشقه كثيراً.
أحضرت قهوتي وذهبت إلي الحديقه الخلفيه للمنزل، وكان «ماكس» والقطه «براكسي»، يتقدمان في الخطوات عني وقد حدثت بينهم إستلطاف وصداقة مع بعضهم البعض، وعند ذهابي للحديقه الخلفيه بدأت أشم هناك رائحه غريبه بالحديقه وكأنها رائحه نتنه وعند عوده "أنجيلي"، سألتها عن هذه الرائحة وسرعان ما تبدلت ملامح وجهها وتغيرت وبدأ عليها الغضب وأغلقت الموضوع ؟!!.
وفي المساء ذهبت "أنجيلي" لتحضير العشاء لنا وأحضرت لي كأس اللبن المعتاد، ولكن سقط منها عند ارتطامها بالمنضده وسقط أرضاً، وعند شروق الشمس وصباح يوم جديد، أستيقظنا لنجد القطه «براكسي»، ملقاه أرضاً ميته وبعد بضع ساعات ذهبت "أنجيلي" لعملها كعادتها، وعلي وجهها ملامح الحزن علي موت «براكسي»، وأنا قررت أن أسقي زهور الحديقه الخلفيه فيبدو عليها الجفاف وأنها لم تسقي منذ فتره.
أخذت مسقاه الزهور وذهبت للحديقه وبدأ «ماكس» يتجول في الحديقه وأنا اراقبة بنظراتي حتي توقف عند الشجره الصغيرة بالحديقه وبدأ هناك ينبش ويحفر بمخالبه الصغير هناك، أنتابني الفضول لما يفعله هناك ذهبت إليه، وكنت أشتم نفس الرائحة النتنه نفسها.
وكل ما كان ينبش بمخالبه كانت الرائحة تزداد !!.
أنتابني الفضول أكثر لمعرفه مصدر هذه الرائحة؟!، وقررت في هذه اللحظه أن أساعده، فذهبت مسرعه لإحضار فأس صغير كان ملقاه جانب الزهور وبدأت بالحفر معه، وللحظه تجمدت مكاني، وتوقفت أنفاسي، وإذادت ضربات قلبي وكأن نزلت علي صاعقه!!.
إنها هي ...!!!! نعم هي...!! ولكن كيف..!!؟. إنها صديقتنا "جوليا" ؟!!.
نعم أتحدث الآن من غرفه التحقيقات...!!!، نعم هي "أنجيلي" هي من قتلت صديقتنا "جوليا"، أنتقاماً لزوجها، أعتقاداً منها إنني أنا وجوليا المسؤلين عن موته ومسؤولين عن فراقهم؟.
نعم هي من حاولت قتلي مختنقه بالغاز، كيف نسيت إنها الوحيده من تملك مفتاح أخر لشقتي؟!.
نعم هي من حاولت قتلي محترقه بمنزلي، هي الوحيد ألتي اعلمتها بمكوثي بغرفتي في ذلك اليوم ولم أخبرها بتغيير قراري في اللحظه الأخيره.
نعم هي من حاولت سمي باللبن وراح ضحيته "براكسي" المسكينه بعد شربها للبن بعد سقوطه علي الأرض.
نعم هي كيف كنت بذلك الغباء، لقد كان الدور علي أنا في الإنتقام.