د.عزة سليمان تروى حكاية المصريين منذ الفراعنة حتى الآن.
«كراريس إيزيس»، هي رؤية تاريخية للدكتورة عزة سليمان الباحثة في الحضارة المصرية القديمة، تروى فيها بالعامية حكاية المصريين منذ الفراعنة وحتى الآن مع عاداتهم وتقاليدهم.
«كراريس إيزيس»، رؤية تاريخية تروي "حكاية شعب مصر"، مع غالبية عاداته وتقاليده بلغة عامية بسيطة.
هى مجموعة رويات تاريخية تتولى مؤسسة الأهرام توزيعها، مقسمة إلى أربعة أجزاء كل منها في كتيب منفصل، الأول يختص بالبحث في "أسماء البنات"، التي لها جذور تضرب في عمق الحضارة الفرعونية، رغم كونها من أحدث الأسماء التي تتهافت الأمهات على تسميتها لمولوداتهن دون أن يعرفن شيئًا عن أصلها الفرعوني.
أبرز تلك الأسماء "آسيا"، التي تقول الباحثة إن أكبر قارة في العالم من حيث المساحة والسكان اكتسبت اسمها "آسيا"، من أسم "إيزيس"، إلهة الحب عند قدماء المصريين، إذ ينطق هذا الاسم بأشكال مختلفة في لغات مختلفة منها "آست" و"آيسة" و"آسيا".
واكتسبت القارة أسمها حينما انتقلت إلى دولها الديانة المصرية الفرعونية، فقدسوا إلهة الحب المصرية وأطلقوا أسمها على فتياتهن تيمنا وبركة، واليوم يطلق المصريون على بناتهن الأسم ذاته دون أن تكون لديهم معرفة واضحة بتاريخه.
وبالبحث عن معنى الأسم في القواميس العربية وجد له أكثر من معنى أبرزها: الطيبة والمداوية والراحمة.
أيضًا اسم "صوفيا" يُعد أحد أسماء الربّة، إيزيس و يعني بالفرعونية الناطقة بالحكمة، وهو الأسم الذي نقلته اليونان عن الحضارة الفرعونية، وجعلوا منه إلهة للحكمة بالأسم نفسه، وهو الأسم ذاته الذي اشتقت منه أسماء: صفاء وصافي وصافيناز وصفية.
وكذلك أسم "سيدرا"، وهو الأسم المكون من كلمتين "سيد" و"را"،الأولى تعني النهاية والثانية تعني السد، وبالتالي فإن معنى الأسم بالفرعونية نهاية الطريق أو المنتهى.
أما "أميرة" فهو لقب فرعوني نقله العالم منذ آلآف السنين بنفس المفهوم الثقافي السائد عن هذا الأسم اليوم، ويعني أسم "سارة" بالفرعونية المرأة الحكيمة، أما سوسن فهو أسم زهرة اللوتس بالفرعونية.
ويعتبر أسم "حورية" مؤنث للرب حور ومشتق من "عين حور"، التي ارتبطت بالجنة والآخرة في الديانة المصرية القديمة.
ويحكي ثاني كتيبات هذه المجموعة عن "السبوع" الذي يقيمه المصريون ابتهاجاً بقدوم مولود جديد بعد مرور سبعة أيام على ولادته؛ و ذلك لأن المصري القديم كان يقدس رقم سبعة.
وتقول الباحثة، إن عادة دق الهون في السبوع مع ترديد عبارات فلكلورية مثل "أسمع كلام أمك" مردّها إلى أن الفراعنة كانوا يعتقدون في أن حاسة السمع تنشط عند المولود بعد مرور سبعة أيام على ولادته.
كذلك نثر الملح على المولود لحمايته من الحسد عادة فرعونية خالصة؛ لأن المصري القديم كان يستخدم الملح للحفاظ على جسم الإنسان من التلف في عملية التحنيط؛ وبالتالي فإن الملح الذي كان يقي الإنسان من التلف قادر على حمايته من الحسد وفقا لمعتقدات مصر الفرعونية.
وفي الكتيب الثالث أصل ومعنى أعياد شم النسيم، التي يحتفل المصريون بها كل عام بالتزامن مع بداية فصل الربيع.
تقول الباحثة عزة سليمان إن هذا الاحتفال يقيمه المصريون منذ أكثر من 5 آلاف عام، وأصل كلمة شم النسيم بالفرعونية مكون من ثلاث كلمات هي "شم" و "ان" و "سيم".
الأولى مشتقة من كلمة فصل الصيف بالهيروغليفية وتعني "شيمو"، و "إن" حرف جر يعني "الخاص بـ"، أما "سيم"فتعني النبات والمقصود به هنا تحديداً الورود، وكان هذا الإحتفال يسمى في مصر القديمة "إنسيم"، إلى أن دخل العرب إلى مصر وكتبوا أسم الإحتفال بحروف عربية فأصبح الأسم المتداول بين الأجيال الجديدة "شم النسيم".
أما الكتيب الرابع والأخير فيسلط الضوء على أعياد الكريسماس، إذ قالت الباحثة إنها بحثت كثيراً عن السر الذي يجعل كل جنسيات العالم بمختلف لغاتها تهنئ بعضها البعض بعبارة "ميري كريسماس".
إلى أن وجدت إجابة سؤالها بدراستها للغة المصري القديم، أول لغة مكتوبة في التاريخ الإنساني، إذ تعني "ميري بالهيروغليفية محبوب أو سعيد، بينما تعني كلمة "كريسماس" ميلاد أو ولادة.
فمنذ أكثر من خمسة آلآف عام كانت مصر القديمة تحتفل في 25 ديسمبر من كل عام بمولد الرب أوزوريس وكذلك بمولد أبنه حورس.
نقلاً عن: بوابة الأهرام