الإعلامية غادة شريف ... «في سطور من نور».


إعلامية تمتلك أدواتها الإعلامية، صاحبة أداء إعلامي يترك في وجدان مشاهديها تأثير إيجابي، قادرة علي جذب الإنتباه والإنصات لها في كل المضامين الإعلامية التي تقدمها.
عيونها بمثابة كاميرا لقراءة أفكار ضيوفها، تُخرج من ضيوفها كل ما يهم المشاهد من قضايا وموضوعات.
تمتلك نبرة صوت هادئة ولكنها قادرة علي إستمرار جذب المشاهد والإنصات لها عندما تتحدث، ضيوفها متميزون يشعرون في لقاءتهم معها بالأمان والإسترسال في الحديث.
ملامح وتعبيرات وجهها في أدائها الإعلامي تتميز بجمال الحيادية.
كان هذا هو جانب صغير للإعلامية غادة شريف علي المستوي المهني.
ولذلك حان الوقت ليتعرف مشاهديها ومتابعيها علي الجانب الآخر لها وهو الجانب الإنساني، فمن هي غادة شريف الإنسانة؟
ونستعرض في هذا التقرير معلومات وملامح الجانب الإنساني لها، والتي تخرج لأول مرة للنور، وقد أنتظرها كثيرآ جمهورها للتعرف عن الوجه الإنساني للإعلامية التي أحبها، وأصبح من متابعيها علي مدار سنوات كثيرة، فأصبح متعطش لمعرفة المزيد من المعلومات الإنسانية والشخصية عن تلك الإنسانة الإعلامية التي أحبها وأرتبط ببرامجها وأعمالها وجدانيآ.
غادة شريف من مواليد محافظة القاهرة حي مصر الجديدة.
التحقت بمدرسة سانت فاتيما، ولها من الأخوات ثلاثه أخوة.
وعن شكل علاقتها بوالديها، فكانت علاقتها بهم هي علاقة حنان وإحترام وصداقه، وكانت بالنسبه لهم هي الأبنه المدلله، فهي أصغر أخواتها «آخر العنقود».
وكان والدها هو صديقها المقرب، والقدوة لها وساعدها في إكتمال ملامح شخصيتها القيادية، وأخذت منه الإخلاص والصدق في التعامل مع الناس والمجتمع، وقوة الشخصية مع الحنان.
وكانت والدتها هي الأم والأخت والصديقة لها، أخذت منها تحمل المسئولية في أصعب المواقف، تعلمت منها معني الحب الإنساني بمفهومة الأوسع، تعلمت من والدتها التي كانت قدوتها في معرفة كيف يمكن أن تحب الأم أبنائها حب العطاء اللامحدود، وليس حب التملك لأبنائها.
تميزت غادة منذ نعومة أظافرها بالذكاء، فلم تكن مثل باقي البنات تحب اللعب بالعرائس والألعاب التقليدية، فكانت هوايتها تجميع وتفكيك الألعاب التي تعتمد علي الذكاء وقوة الملاحظة.
أحبت الرياضة منذ الصغر، فمارست رياضة السباحة وتفوقت فيها.
كان من ضمن هوايتها محاولة تقليد الشخصيات من المشاهير، وشاركت في مسرح المدرسة في العديد من المسرحيات، ولهذا تنبأ والدها لها إنها سوف تكون ممثلة مشهورة أو مذيعة مشهورة.
كانت القراءة بالنسبة لها متعه وتنمية خيال، فكان لوالديها دور كبير في ملاحظة مواهب غادة وأكتشافها، فقدموا لها المساعدة بوعي أسري شديد، وذلك من خلال شراء القصص القصيرة لها، والتي بها تنمية للخيال والتأمل والجلوس معها ومشاركتها القراءة.
وكانت تحب مشاهدة ومتابعة نشرات الأخبار، في تأمل شديد لشاشة التليفزيون، وتتفاعل بتلقائية مع مقدمة النشرة أو المذيعة وتقوم بتقليد حركاتها بهدوء شديد لفت إنتباة كل من يكون جالس بجوارها، ولهذا قالت والدتها لوالد غادة البنت هتطلع مذيعة وليس ممثلة كما أنت متنبأ لها، فصاحت غادة ببراءة الأطفال حين إذ وقالت « يا ماما أنا عاوزة أطلع في التليفزيون مكان البنت دي»، وأشارت بيدها علي التليفزيون.
ومرت السنوات وإلتحقت غادة بكلية التجارة جامعة القاهرة، وكانت الدراسة الجامعية بالنسبة لها، أحد أهم محاور إستكمال بناء شخصيتها، وأحبت دراستها فلم تكن الكلية بالنسبة لها مجرد شهادة جامعية تريد الحصول عليها، بل إتخذت من دراسة التجارة منهج لزيادة خبرتها الحياتية.
أحبها جميع زملائها لروح التعاون والمحبة وبساطة شخصيتها التي تتميز بها، فجميع زملائها شهدوا لها إنها شخصية مرحة وتلقائية، فتخرجت من الجامعة ومعها كم كبير من الرصيد الإنساني لها في نفوس أساتذتها وزملائها.
إلتحقت بعد تخرجها من الجامعة بالعمل في إحدي شركات السياحة، وهنا كانت المحطة الثانية في حياتها العملية، والتي شكلت شخصيتها لتقترب من تحقيق حلمها في أن تكون مذيعة بالتليفزيون.
عملت بشركة السياحة بجهد وإبداع وتفوقت في عملها، وكانت نموذج لتطبيق مفهوم مهنة العلاقات العامة في شكلها الإبداعي، ونجحت في عملها الجديد الذي أحبته، فهي شخصية تسير بنظرية «حب ما تعمل حتي تعمل ما تحب»، فهي بطبعها شخصية نموذج معبر عن روح الحب من منظورة الأوسع.
لتمر بضعة سنوات قليلة لتري بالصدفة إن التليفزيون المصري يطلب مذيعات للعمل، وهنا لمعت عيناها وقالت حلمي قد أقترب، وسرعان ما جهزت أوراقها وتقدمت للوظيفة وإجتازت الأختبارات، ليتم قبولها في التليفزيون المصري، لتبدأ المرحلة الثالثة في حياتها العملية، وهي مرحلة الوصول لحلمها فتعمل اخيرآ ما تحب.
لتصبح فيما بعد الإعلامية «غادة شريف» التي يحبها جمهورها وينتظرها في كل الأعمال والقوالب التليفزيونة التي قدمتها، وتميزت فيها وتركت أثر إيجابي في نفوس متابعينها، الذي أرتبط بها نفسيآ فهي تمتلك وجة بشوش علي الشاشة، يريح عين وأعصاب المشاهد، فهي تمارس مهنتها بمهارة شديدة وفق القواعد المهنية المتبعة والمنظمة لوسائل الإعلام المرئي.
وبوسط زحمة وضغوط الحياة، لم تترك هوايتها ولم تغفلها فهي تمارس دائمآ «رياضة المشي والأيروبكس، والسباحة كلما وجدت لها الوقت».
- تحب وتعشق السفر والرحلات، فهي شخصية متأملة ورومانسية بطبعها، ومع ذلك فهي شخصية عملية جدآ بحياتها، وتستطيع تحديد أهدافها بدقة، وتنجح في الوصول لحلمها بالتخطيط الجيد لها، تكره الروتين والنفاق، فهي بطبعها شخصية روحها منطلقة تتمتع بالقوة والحكمة، ولهذا لا تعرف للنفاق طريق.
أكلتها المفضلة هي الملوخية.
تحب مشاهدة التليفزون، ومشاهدة الأفلام القديمة، وبخاصة الأفلام الأستعراضية والرقصات، فهي من محبي مشاهدة الرقص وبخاصة من مدارس الرقص المصري القديم، فتري في الرقص إنطلاق للروح، وفيه يتخلص الجسد من متاعب الحياة وأعبائها الثقيلة علية.
تحب الذهاب إلي السينما، والإستماع إلي الموسيقة، وبخاصة الهادئة والرومانسية منها.
وعن رؤيتها للإعلام وماذا يمثل لها؟ .. قالت:
الإعلام يمثل لي رسالة أخلاقية هادفة، تساهم في تنمية المجتمع في شتي مناحي الحياة، فهو رسالة تنويرية تثقفية للمجتمع، يرتكز علي الضمير الشخصي للإعلامي وللوسيلة الإعلامية ذاتها، وإن كنا نري الآن أن كل تلك المعايير التي يجب أن يتمتع بها الإعلام أصبحت غير موجودة، وذلك بعد تداخل رأس المال في السياسة التحريرية للمضامين الإعلامية.
وعن أهم ما يميز المذيعة الناجحة؟ .. قالت:
إن أهم معايير نجاح المذيعة في مهنتها، أن تكون علي قدر كبير من الثقافة العامة في شتي المجالات، وأن يكون لها لديها إطلاع واسع ومتابعة دقيقة لكافة الأمور والموضوعات والقضايا بداخل مجتمعها، حتي تستطيع القيام بدورها في نقل وتوضيح كل ذلك للمشاهد، وأن تتمتع بقدر كبير من اللباقة وسرعة البديهه، وأن تجتهد لخلق مصداقية لنفسها بداخل المشاهد، وذلك من خلال صدق كل كلمة أو موضوع تطرحة.
وعند سؤالها عن كيف تري شكل الساحة الإعلامية حاليآ؟ .. قالت:
إن الساحة الإعلامية حاليآ تتسم بوجود فوضي إعلامية كبيرة، سواء علي مستوي «الوسلة ذاتها، أو علي مستوي المشتغليين فيها»، فنري العديد من وسائل الإعلام وهذا أمر مطلوب ولا نختلف علية، ولكن وسائل إعلامية كثيرة لا تقدم مضامين إعلامية حقيقية تفيد المجتمع والمواطن، وتفيد التنمية المجتمعية التي نحتاج إليها، بل أصبح السائد حاليآ أي شخص يقول وينشر أي وكل شيء دون وجود معايير مهنية وأخلاقية فيما ينشر أو يبث أو يذاع.
وايضآ بالنسبة لأنماط ونوعية المشتغيلين بها، نجد الآن أصبح أي شخص يطلق علي نفسة صحفي أو إعلامي لمجرد إنه أشتغل في إحدي الوسائل الإعلامية، سواء كبرت أو صغرت، لتتحول المهنة حاليآ «مهنة من ليس له مهنة!»، لنفقد بسبب ذلك مهنية المهنة ذاتها، الذي قاد بعد ذلك للوصول إلي أن الجمهور أفتقد مصداقية المهنة ذاتها، ومصداقية جميع أو غالبية المشتغليين فيها وكل ذلك بسبب الفوضي التي تشهدها الساحة الإعلامية حاليآ.
وعن الدور المطلوب حاليآ من الإعلام لخدمة المجتمع وإستعادة بريق المهنة؟ .. قالت:
الدور المطلوب حاليآ من القائمين علي الإعلام سواء علي مستوي «الوسائل أو المضامين أو المشتغليين»، هو مراعاة الضمير المهني، وأن تكون المنظومة الإعلامية كافه مساندة للوطن، ولديها الحس الوطني الحقيقي من خلال إستشعار المخاطر المحيطة بالوطن، وأن يتناول الإعلام من خلال مضامينه المختلفة أولويات ومتطلبات وإحتياجات المواطن، مع بث روح التفاؤل ونشر الإيجابيات، مع عدم إغفال نشر السلبيات بالتأكيد، لأن الإعلام هو مرآة المجتمع، ولكن هنا أشير علي وجود توازن إعلامي حقيقي في كل ما يقدم.
وبخاصة مرعاة متطلبات الحفاظ علي الأمن القومي، من خلال تحري الدقة في كل ما يقدم من مضامين إعلامية.
وهنا يجب أن أؤكد علي إن كل تلك الأخطاء والسلبيات سببها الأساسي ندرة المهنية التي إفتقدها الإعلام نتيجة فتح الساحة الإعلامية لكثير من المشتغليين قبل أن يتم تدريبهم جيدآ، فكان هذا سبب رئيسي في كل تلك الأخطاء المهنية التي نراها.
وبالتأكيد هناك سبب أخر أكثر خطورة في تدنى حال المهنة، وهو الإعلام الموجة الذي يخدم أفراد أو مؤسسات أو كيانات، إتخذت من الإعلام بيزنس من ناحية، ومن جانب أخر التخديم علي مصالحها.
ولهذا علي جميع وسائل الإعلام بكل المشتغليين فيها، محاولة إصلاح المنظومة الإعلامية ذاتيآ، وتقديم مضامين إعلامية تعلو من قيم وأخلاقيات المجتمع، وتقديم محتوي إعلامي من شأنه تعزيز تلاحم النسيج الواحد من أبناء الوطن، والتأكيد علي الإيجابيات والإنجازات التي تقدم دون تهويل أو تهوين.
فنحن في لحظة فارقة من عمر الوطن، وهي لحظة إعادة بناء الوطن من جديد في كافي أوجه التنمية والبناء، ومن المعروف إن مرحلة بناء الأوطان من أصعب المراحل ولهذا يجب أن يكون الإعلام شريك إيجابي في هذه المرحلة.