زيزي ضاهر تكتب: لن نلتقي يوماً
وإن عاد يوماً
ثائراً
على جناح شوقه
حاملاً حبه
وندمه قربانا بين يديه
وعلى لهب أنفاسه
يحترق الندم
مشتعلاً ثائراً
على جمر الذكريات
باكياً على أبجدية الوداع
قولي له يا ديار قلبي
أنه قد رحل دون سؤال
لم يترك له حتى عنوان
وعلى حبر رحيله
علقت ما بقي
من نسياني لتلك العهود
دون قيود مني
على هوى كبلته
سطور بالية وكلمات
كتبت على حبات المطر
وحين ذابت .. شاخت
واختفت أبجديتها هناك حيث
لن ينفعه بعد اليوم رجوع
فلقد سكن المكان النسيان
وأقفلت ورائه كل باب للعبور
أخبريه يا طيور
هاجرت في المساء
أن مركب الرجوع عدا
والشمس مالت نحو الغروب
وأقفلت كل الموانئ والدروب
وما نامت سفن الرحيل
دون أن تلقي
على أحلامنا تحية الوداع
قولي له أنني يوماً
وعلى مدى تاريخ
انتظرت اللقاء
والوعد المحفور
على نجيع الحروف
لكنه رحل وصمته الرفيق
لم يبالي بهوى
قد مسه الجنون
واليوم إن عاد
لن يجد السلام
أو الحب
والعشق الكبير
قد رحل من سكن المكان
إلى بلاد لن تنام
على حر يديه
وحين يأتي المساء
أخبريه عني قصة
يقرأها يوماً
على تاريخه الملون
بتزلف الحروف
والرقص على إيقاع
بوابة الجنون
فالحب لا ينام هادئاَ
على أرصفة الوداع
أخبريه دون قيود
أن الحب يرحل في الأفول
وأنه أحرق بيديه يوماً
كل مركب للرجوع