الثلاثاء ٢٢ / أكتوبر / ٢٠٢٤ 06:16
أخر الأخبار
v

الخبير يكتب: متى وكيف بدأ إستخدام البصمات كدليل جنائي لمكافحة الجريمة؟

بصمات الأصابع
بصمات الأصابع

الأحد ٢٠ / أكتوبر / ٢٠١٩ 04:48 م الخبير يكتب 4691 مشاركة
تم النسخ

  • الوضع في مصر
  • اليوم
    0
  • وفيات اليوم
    0
  • اصابات
    0
  • تعافي
    0
  • وفيات
    0
z
  • الوضع في العالم
  • اليوم
    0
  • وفيات اليوم
    0
  • اصابات
    0
  • تعافي
    0
  • وفيات
    0

في حزيران ١٨٩٢ تم استدعاء الشرطة في إحدى قرى الأرجنتين بعد ما عثرت «فرانشيسكا روهاس» الأم ذات الـ ٢٧ عاماً على طفليها مقتولين داخل بيتها، وكانت جريمة بشعة ارتكبت في بلدة صغيرة، لكن بسببها حصل تطور مذهل في علم الأدلة الجنائية.

قالت «فرانشيسكا» أنها كانت خارج البيت وعندما عادت وجدت الطفلين مقتولين، وبسؤال الشرطة لها عما إذا كانت توجه الإتهام لشخص معين، قالت إنها تعرف القاتل وأنها رأته وقت وصولها، وقد اتهمت صديق لها أسمه "بيدرو فلاسكوز" .

وأضافت "فرانشيسكا" إن "فلاسكوز" هددها أكتر من مرة قبل ذلك إنه سيقتل أولادها لو أصرت على رفضها الزواج منه.

تم القبض على "فلاسكوز" ووجهت له تهمة القتل فأنكر، وقال أنه يعرف 'فرانشيسكا" ولكن لا علاقة له بجريمة القتل .

لجأت الشرطة للحل الوحيد الذي كان سائداً في ذلك الوقت مع ضعف الأدلة وهو التعذيب إلى حد الإنهاك، فيتعب ثم يعترف بالجريمة.

استخدمت الشرطة كل الطرق مع "فلاسكوز" من ضرب وتغطيس الوجه في المياه ولكنه بقي مُصراً على الإنكار برغم التعذيب الشديد، ما أدهش المحقق "إدواردو ألفاريز" المسؤول عن القضية، لأنه لم يسبق لأي متهم أن أنكر بعد كل ذلك التعذيب، وكان يمكن للبريء أن يعترف ليتخلص منه.

«ألفاريز» كان محققاً عبقرياً، وقرر أن يزور مسرح الجريمة من جديد لعله يجد دليلاً ما، لم يترك «ألفاريز» مكاناً في البيت إلا وفتش فيه، بحث في كل أرجائه ولكن للأسف كانت النتيجة صادمة له، وقرر أن يعود لمكتبه وقبل خروجه من باب البيت لمح شيئاً جعله يفكر خارج الصندوق.

لاحظ «ألفاريز» وجود بقعة دم تحمل بصمة أصابع على إطار باب البيت، وقف أمامها وفكر: هل يمكن الإستفادة من هذا الدليل؟، وتذكر أنه سأل "فرانشيسكا" عما إذا كانت قد لمست أي من الجثتين أو بقع الدم في المكان؟، فكانت إجابتها "لا" .

تأكد "ألفاريز" إن البصمة تخص القاتل، ولكن كيف سيتصرف؟، لم يكن متوفراً أي تقنية لتظهير البصمات في نهاية القرن الـ ١٩، ولكنه قرر المبادرة وقام بخلع الجزء الذي يحتوي على بصمة الدم من الباب لمقارنتها ببصمات "فلاسكوز" .

كانت فكرة ثورية بالمعنى الحرفي للكلمة، حيث كان "ألفاريز" مقتنع جداً أن الحل بين يديه ولكن التنفيذ؟ .

«خوان فوسيتتش» ضابط شرطة وصديق "ألفاريز" ومستشاره بالإضافة إلى كونه عالم أنثروبولوجيا «علم الإنسان»، كان قد درس بصمات الأصابع بالإضافة لكتب "فرانسيس جالتون" صاحب الأبحاث في علم الوراثة وعلم الإنسان، وقرر "فوسيتتش" أن يحلل البصمات .

أخذ نسخة من بصمات "فلاسكوز" العشرة ولكن كان التركيز على بصمة واحدة لمقارنتها مع البصمة التي على الباب، وابتكر "فوسيتتش" طريقة لتسهيل ترتيب بصمات الأصابع وهي طريقة مازالت تـُستخدم حتى اليوم، وهي طريقة «أنماط البصمات» .

فالبصمات واحدة من ثلاثة أنماط : (حلقات .. منحنيات .. دوامات) .

وبالمقارنة أتضح إن بصمة "فلاسكوز" والبصمة التي وجدت على الباب من نفس النمط (منحني) ، وتابع "فوسيتتش" التدقيق في تفاصيل البصمات عن طريق عدسة مكبرة يقارن بين نقط وتفرعات البصمتين، وتوصل أخيراً إلى النتيجة "فلاسكوز" بريء . فلا تطابق بين البصمتين .

قامت الشرطة باحضار "فرانشيسكا روهاس" مرة أخري وفتحت تحقيقاً معها فأصرت على أقوالها الأولى واتهمت "فلاسكوز"، فكان من الطبيعي أن يأخذ "ألفاريز" بصماتها ليقارن بينها وبين بصمة الباب.

بعد مقارنة بصمات "فرانشيسكا" بالبصمة الغامضة حصل التطابق : "فرانشيسكا روهاس" هي التي قتلت طفليها .

ولكن لماذا ارتكبت جريمتها البشعة؟، ولماذا حاولت إلصاق التهمة بـ "فلاسكوز" ؟ .

اعترفت أن "فلاسكوز" لم يكن صديقها الوحيد، بل كان لديها صديق أخر وكانت تحبه بجنون ومستعدة لتنفيذ أي شيء ليبقى معها، ولما طلبت منه أن يتزوجها، قال أن مشكلته الوحيدة معها هو وجود أطفالها، فقررت أن تتخلص من الطفلين لتتزوجه! .

قُدِّمت "فرانشيسكا روهاس" للمحاكمة بتهمة قتل طفليها وحُكم عليها بالسجن مدى الحياة.

وهكذا بسبب بصمة غير مقصودة من "فرانشيسكا" وذكاء "إدواردو ألفاريز" وعِلم "خوان فوسيتتش"، حصل تحول ثوري وتاريخي في عالم مكافحة الجريمة.

المصدر: الخبير

يستقبل الموقع كافة المقالات من المتخصصين فى كافة اوجه ومجالات التنمية أرسل مقالك

شارك مع اصدقائك


شارك بتعليقك
اقرأ ايضا
فيديو المؤسسة
المزيد
مقالات
المزيد
Image
  • القاهرة - مصر
  • Image%
  • Image

اليوم

  • Image
    ° العظمى
  • Image
    ° الصغرى

غداَ

  • Image
    ° العظمى
  • Image
    ° الصغرى